مظاهر حالة الجنون التي دخلتها إسرائيل منذ "طوفان الأقصى" لا تزال في ازدياد، تتوحّش أكثر فأكثر، وتتّسع كلما طال التغاضي عن جرائم قتلة الأنبياء والأطفال.
في طيف الخسائر غير المنظورة، نجد أنّ الضربة الصاروخية الإيرانية، التي أطلقت 1800 صفارة إنذار، قد أنذرت بفتح جبهة سابعة، وأيقظت دولةَ المجانين من نشوة الانجازات.
حين يهجس ترامب على هواء البثّ الفضائي المباشر بزوال إسرائيل خلال عامَين، فإنّه يقول أشياء مهمّة، يتقدمها إنّ دولة الاحتلال لا يمكن لها الدفاع وحدها عن نفسها.
تحدّثت روايات تاريخية عديدة عن وقائع الخذلان الخاصّة بالأفراد، سيما المشاهير، غير أن هناك افتقاراً للحكايات والأمثال عمّا تعرّضت له الشعوب من خذلان وظلم.
مع أنّه يمكن العثور على مثيلات تحاكي ظاهرة الاستشهَاد مرّتَين في أزمنة من تاريخ الكفاح الفلسطيني، إلّا أنّ ما نحن بصدده اليوم أكثر وضوحاً واكتمالاً ممّا سبق.
على مدى الشهور الأحد عشر الماضية من عمر حرب الإبادة الجماعية على غزّة، كرّس وزير الخارجية الأميركي بلينكن وقته لدعم الإبادة وتبريرها والدفاع عن إسرائيل.
حتّى حرب 1967، لم يعرف الصراع مع إسرائيل أيَّ مُفاوضات، ولم تُرسَّم نتائج حربَين على الورق، فتولّت قواتُ الاحتلال فرضَ خطوط وقف إطلاق النار بقوة النار ذاتها.