"حساب الإمبراطوريات".. علاقة التكنولوجيا والسلطة منذ عام 1500

17 فبراير 2025
يقترح المعرض 13 عملاً حول أنظمة التحكُّم والاستغلال (من المعرض)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- "حساب الإمبراطوريات" هو معرض فني في إسبانيا يقدمه فلادان جولر وكيت كروفورد، يسلط الضوء على العلاقة بين التكنولوجيا والسلطة عبر التاريخ، ويستعرض كيف استُغلت التكنولوجيا لمركزة السلطة والسيطرة منذ عام 1500 حتى اليوم.

- يتضمن المعرض خريطة ضخمة تحتوي على آلاف الرسوم التوضيحية والنصوص، توضح تطور أنظمة التحكم والاستغلال الرقمي، وتدعو الزوار لاستكشاف تأثير التكنولوجيا على المجتمع والطبيعة.

- يطرح المعرض تساؤلات حول شكل العالم الذي يمكن أن تخلقه التكنولوجيا، ويستعرض آلات رقمية بديلة تفترض علاقات جديدة بين التكنولوجيا والمجتمع، مما يفتح المجال للتفكير في مستقبل أكثر استدامة.

يشهد العالَم تغيّرات عميقة بفعل تطوّر الذكاء الاصطناعي. أمّا عند الفنّان الصربي فلادان جولر والباحث الأسترالي كيت كروفورد، فإنّ الأمر لا يتعلّق بـ الإنسان وطبيعته وحدهما، بل أيضاً بالسياسة. فهذا الزمن الاستثنائي يتطلّب خريطة لمساعدتنا على رؤية ما قد تعنيه هذه التحوّلات، وما هي الآثار السياسية والاجتماعية العميقة التي قد تترتّب عليها.

"حساب الإمبراطوريات" هو عنوان معرض الثنائي الأسترالي، المُقام حاليّاً في "مركز الفنون والإبداع" بمدينة خيخون الإسبانية، ويتواصل حتى السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، حيث يقدّم للزائرين خريطة للمساعدة في تحديد وترجمة مكان وجودنا وسط هذه الأنظمة التكنولوجية الجديدة والمعقّدة والآلية والمعتمة بشكل متزايد، وما يحدث على مستوى أعمق.
يُضيء الفنّانان طُرق استغلال الإمبراطوريات التكنولوجيا من أجل مركزة السلطة بيدها، من خلال دراسة العلاقة بين التكنولوجيا والسُّلطة خلال خمسة قرون، بدءاً من عام 1500 وصولاً إلى اللحظة الراهنة، وتسلّم دونالد ترامب مفاتيح قيادة هذا العالم برفقة "أباطرة السيليكون"، من أمثال إيلون ماسك وغيره.

يتضمّن خريطة بآلاف الرسوم تغطّي قروناً من الصراعات والاستعمار

أمّا عند جولر وكروفورد، فلا يتعلّق الأمر بالتكنولوجيا والأخلاق والسياسية فحسب، بل أيضاً بالبشر والطبيعة وكيفية تعايشنا مع هذه المفاهيم. من هنا كان السؤال الرئيس الذي سُخّرت جميع أعمال المعرض من أجله: ما شكل العالم الذي تستطيع التكنولوجيا أن تخلقه؟ بل ما شكل العالَم الذي نريدُ أن نعيش فيه؟

من معرض خيخون - القسم الثقافي
سبر لكيفية عمل خوارزمية أكبر شبكة اجتماعية في العالم

يتألّف المعرض من 13 عملاً، أبرزها خريطة عرضها 24 متراً، وارتفاعها ثلاثة أمتار، تحتوي على آلاف الرسوم التوضيحية والنصوص المفصّلة، ​​وتغطّي قروناً من التوسّع والصراعات والاستعمار، حيث توضّح كيف تم استغلال التقدّم التكنولوجي تاريخياً لمركزية السُّلطة وممارسة السيطرة. إنه مقال بصري مُصمّم لفهم الترابُطات والأنماط والديناميكيات التي تحدّد سلوك وتطوّر أنظمة التحكُّم والاستغلال التي تكمن وراء وجودنا الرقمي.

يدعونا "حساب الإمبراطوريات" إلى استكشاف الآلات الرقمية التي تُشكّل الصناعة والمجتمع اليوم. ومن خلال السرديات البصرية التفصيلية نسبر كيفية عمل خوارزمية أكبر شبكة اجتماعية في العالم، وما هو استغلال الموارد الطبيعية والعمالة البشرية لدعم جهاز الذكاء الاصطناعي، أو كيف تطوّرت أنظمة الحساب والاتصالات والتصنيف والتحكّم منذ عام 1500 للميلاد حتى الوقت الحاضر، كما نتعرّف على عمليات التفاعل بين البشر والطبيعة، والآلات، والطاقة، والمُحرّك البخاري، مروراً بالمولّد الكهربائي والرقائق الدقيقة، وصولاً إلى الإنترنت والخوارزميات، ومراكز البيانات وأنظمة الحوسبة على نطاق الكوكب التي تُميّز العصر الحالي.

كذلك يكتشف المعرض آلات رقمية بديلة تفترض علاقات أُخرى مُحتملة بين التكنولوجيا والصناعة والمجتمع، بدءاً من "قواعد الضمير" التي تمنع الآلات الثقيلة من إزالة الغابات المحميّة، مروراً بأنظمة الرؤية الاصطناعية التي تحسب إيماءات المودّة في الأماكن العامة، وصولاً إلى الآلات والأجهزة التي تسترعي انتباهنا الرقمي في مواجهة المعلومات المضلّلة. بهذا يكون المعرض جولة في وجود لا يقين فيه إلّا للافتراضي الهَشّ.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون