استمع إلى الملخص
- ملتقى العراق للاستثمار في بغداد أكد توسع نشاط الشركات الأميركية في مشاريع الطاقة، مما يعكس حرص واشنطن على تعزيز حضورها في سوق الطاقة العراقية وموازنة النفوذ الصيني المتزايد.
- الاستثمار الأميركي في الأنبار يمثل خطوة استراتيجية تدعم استغلال موارد العراق غير المطورة، ويعزز الاستقرار الاستثماري، ويقلل الاعتماد على الاستيراد الخارجي.
تسارع الشركات الأميركية للاستثمار في النفط العراقي ما يبدل المشهد الاقتصادي في غرب البلاد، حيث وقّعت وزارة النفط العراقية عقداً مع شركة "شلمبرغير" الأميركية لتطوير حقل عكاس الغازي في محافظة الأنبار غربي العراق، باحتياطي يُقدَّر بنحو 5.6 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
وقد بدأت الشركة فعلياً بأعمال الحفر والتجهيزات، بخطة إنتاج تستهدف رفع الطاقة إلى 100 مليون قدم مكعبة يومياً عبر زيادة 60 مليون قدم مكعبة مخصصة لتغذية محطة الأنبار المركبة للكهرباء، مع طرح خطط مستقبلية للوصول إلى 400 مليون قدم مكعبة يومياً على مراحل لاحقة. وفي موازاة ذلك، جاء ملتقى العراق للاستثمار الذي عقد في بغداد خلال يومي 27-28 سبتمبر/أيلول الفائت ليؤكد أن شركات أميركية أخرى بدأت خطواتها العملية نحو الاستثمار في حقول النفط والغاز.
وفي هذا السياق، أعلن نائب مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ورئيس اللجنة المشرفة على ملتقى العراق للاستثمار، علي رزوقي، أن الفترة المقبلة ستشهد توسعاً في نشاط تلك الشركات وتحركات أكثر وضوحاً باتجاه مشاريع الطاقة، مبيناً أن هذا الحراك يأتي في وقت بدأت فيه شركة شلمبرغير الأميركية فعلياً أعمال التطوير في حقل عكاس الغازي الذي يُقدَّر احتياطيه بنحو 5.6 تريليونات قدم مكعبة.
وقال الخبير في شؤون الطاقة محمود فرحان، إن توجه الشركات الأميركية إلى الاستثمار في قطاع النفط والغاز بمحافظة الأنبار يمثل خطوة استراتيجية مزدوجة الأبعاد، فهي من جهة تدعم العراق في استغلال موارده غير المطورة مثل حقل عكاس الغازي، ومن جهة أخرى تعكس حرص واشنطن على تعزيز حضورها في سوق الطاقة العراقية.
وتوقع فرحان، لـ"العربي الجديد"، أن تعزز شركات أميركية كبرى أخرى مثل شيفرون وهاليبرتون وبيكر هيوز من نشاطها في العراق، سواء في مجالات تطوير الحقول، أو الخدمات الفنية، أو مشروعات البنية التحتية للطاقة. وأشار إلى أن هذا التوسع الأميركي يهدف أيضاً إلى موازنة النفوذ الصيني المتزايد في قطاع الطاقة العراقي خلال السنوات الماضية، حيث تراهن واشنطن على إعادة رسم خريطة النفوذ داخل قطاع الطاقة في المنطقة. قال عضو لجنة الكهرباء والطاقة في مجلس النواب، داخل الحميدي، إن التحركات الأميركية نحو الاستثمار في حقول النفط والغاز بالأنبار تمثل انعطافه مهمة في سياسة العراق الطاقية.
وأشار لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه الخطوة لا تقتصر على كونها مشروعاً نفطياً فحسب، بل هي رسالة على أن البيئة الاستثمارية في العراق أصبحت أكثر استقراراً. ولفت إلى أنّ التحديات الناجمة عن العقوبات على إيران وآلية "سناب باك" الأخيرة تفرض على العراق التحرك سريعاً لاستثمار موارده الوطنية لتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي وضمان توازن سيادي في قطاع الطاقة.
من جانب آخر، أوضح الخبير الاقتصادي سلام حسن، أن دخول الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز في محافظة الأنبار يمثل خطوة استراتيجية تحمل أبعاداً اقتصادية وسيادية مهمة، إذ يتيح للعراق استغلال موارد غير مطوّرة مثل حقل عكاس الغازي الذي يقدّر احتياطيه بنحو 5.6 تريليونات قدم مكعبة.