الصين تخطف الاستثمارات من الهند بسبب ذكاء "ديبسيك" الاصطناعي

17 فبراير 2025
سيدة أعمال تتفقد جهازاً لوحياً أمام شاشة تعرض أداء الأسهم في هونغ كونغ (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحول استثماري نحو الصين: ساهمت شركة ديبسيك في جذب الاستثمارات نحو الأسهم الصينية، حيث أضافت الأسواق الصينية أكثر من 1.3 تريليون دولار في يناير، بينما انكمش سوق الهند بأكثر من 720 مليار دولار بسبب ضعف النمو وتباطؤ أرباح الشركات.

- تفوق الصين في التكنولوجيا: أظهر نموذج ديبسيك أن الصين تمتلك شركات قادرة على تشكيل جزء حيوي من النظام الكلي للذكاء الاصطناعي، مما يعزز جاذبيتها الاستثمارية مقارنة بالهند.

- إعادة تقييم جاذبية الصين: مع تراجع الاستثمارات في الهند، تستعيد الصين جاذبيتها من خلال التركيز على التكنولوجيا، مما يجعلها أكثر جاذبية على أساس المخاطر والعوائد.

يساعد الاختراق الذي حققته شركة ديبسيك (DeepSeek) الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، في تحول صناديق الأسهم من الهند إلى الصين، إذ تندفع نحو الأسهم الصينية بأسرع وتيرة في أشهر، وسط التفاؤل بجاذبية التكنولوجيا في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بينما تعاني الهند في المقابل من هجرة قياسية للنقد والأموال بسبب المخاوف بشأن ضعف النمو الكلي، وتباطؤ أرباح الشركات، وتقييمات الأسهم باهظة الثمن، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

وأضافت أسواق الأسهم المحلية والخارجية في الصين أكثر من 1.3 تريليون دولار إجمالاً في يناير/كانون الثاني الماضي فقط وسط عمليات إعادة التمركز، في حين انكمش سوق الهند بأكثر من 720 مليار دولار. وأصبح مؤشر "إم إس سي أي" (MSCI) الصيني في طريقه للتفوق على نظيره الهندي للشهر الثالث على التوالي، في أطول سلسلة تفوق في عامين.

وأظهر نموذج "ديبسيك" الذي أثار ضجة عالمية الشهر الماضي، وتسبب في تهاوي أسهم التكنولوجيا الأميركية في جلسة عاصفة في 27 يناير الماضي، أن الصين "لديها بالفعل شركات يمكنها تشكيل جزء حيوي من النظام الكلي للذكاء الاصطناعي"، كما قال كين وونغ، المتخصص في محفظة الأسهم الآسيوية في "إيست سبرينغ إنفستمنت" الذي قامت شركته بزيادة حيازتها من أسهم الشركات الصينية على مدى الأشهر القليلة الماضية، بينما قلصت ملكيتها من الأسهم الهندية الأصغر قيمة التي "تجاوزت مضاعفات تقييمها بكثير".

وتمثل إعادة التمركز تلك تحولاً عن الهند التي اجتذبت الأموال من الصين على مدى السنوات العديدة الماضية. وما ساهم في ذلك كان الإنفاق الباهظ على البنية التحتية من قبل الهند وإمكانية أن تكون مركز تصنيع بديلاً للصين. ويبدو أن الصين تستعيد جاذبيتها السابقة من خلال إعادة تقييم الأساسيات باعتبارها جاذبة للاستثمار، وخاصة في مجال التكنولوجيا. فبعد نشر الذعر بين المستثمرين جراء حملات استهداف الشركات قبل فترة ليست بالطويلة، قد تساعد بكين بالفعل في دفع فكرة الذكاء الاصطناعي الجديدة، وتشير التقارير الإخبارية إلى أن رواد الأعمال، بمن فيهم المؤسس المشارك لمجموعة "علي بابا"، جاك ما، تمت دعوتهم للقاء كبار قادة البلاد.

من المرجح أن تساعد التطورات المتعلقة بـ"ديبسيك" في تعزيز اقتصاد الصين وأسواقها، ما يوفر دفعة واسعة النطاق، كما قال فيفيك داوان، مدير صندوق في مجموعة "كاندريام" للاستثمار: "إذا جمعت كل العوامل معاً، تصبح الصين أكثر جاذبية من الهند في الوضع الحالي على أساس المخاطر والعوائد".

ويُظهر تحليل لبيانات "بلومبيرغ" حول التخصيصات الإقليمية لبعض أكبر صناديق الأسهم الآسيوية النشطة أن معظمها قلل من تعرضه للأسهم الهندية، وأضاف أسهماً صينية في الأشهر الأخيرة. وفي حين ساعد "ديبسيك" في تسريع التدفقات إلى الصين، تظل الإعلانات القادمة المحتملة بشأن مزيد من التحفيز الصيني مهمة أيضاً، وفقاً لأندرو سوان، رئيس الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان في شركة إدارة الاستثمار العالمية "مان غروب".

المساهمون