استمع إلى الملخص
- الأضرار الاقتصادية والنزوح: تسببت الحرب في نزوح 886 ألف شخص داخل لبنان وفرار 540 ألفاً إلى سوريا، مع أضرار اقتصادية بلغت 8.5 مليارات دولار، وتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.7% في 2024.
- التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي: ارتفع عجز الميزانية إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، مما أدى إلى خفض التصنيف الائتماني وزيادة التضخم، رغم تعافي الاقتصاد جزئياً في الربع الثالث بنمو 3.8%.
توقفت الحرب الإسرائيلية على لبنان بموجب اتفاق يستهدف إنهاء قتال أشعلته حرب غزة واستمر أكثر من عام. وفي ما يأتي بعض الجوانب الرئيسية للخسائر الناجمة عن الحرب التي احتدمت بشدة قبل شهرين حين كثفت إسرائيل عدوانها على المناطق اللبنانية، خصوصاً في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، ووصلت إلى قصف أحياء في بيروت الإدارية.
القتلى والجرحى
قالت وزارة الصحة اللبنانية إنه حتى 24 نوفمبر/ تشرين الثاني قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 3768 شخصاً وأصيب 15699 في لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ولا تفرق بيانات الوزارة بين مقاتلي حزب الله والمدنيين. وغالبية الخسائر البشرية وقعت بعد أن كثفت إسرائيل هجومها في سبتمبر/ أيلول.
ولم يتضح بعد عدد القتلى في صفوف حزب الله. وكانت الجماعة قد أعلنت مقتل نحو 500 من مقاتليها في الحرب حتى اللحظة التي شنت فيها إسرائيل هجومها في سبتمبر/ أيلول، لكنها لم تعلن الخسائر البشرية التي تكبدتها بعد ذلك.
في المقابل، قتلت هجمات حزب الله 45 مدنياً في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة. وتقول السلطات الإسرائيلية إن 73 جندياً إسرائيلياً على الأقل قتلوا في شمال إسرائيل، وهضبة الجولان وفي اشتباكات بجنوب لبنان.
خسائر الدمار بسبب الحرب
قال تقرير للبنك الدولي إن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان تقدَّر بحوالى 2.8 مليار دولار مع تدمير أكثر من 99 ألف وحدة سكنية جزئياً أو كلياً. وقال مختبر المدن في بيروت التابع للجامعة الأميركية إن القصف الإسرائيلي هدم 262 مبنىً على الأقل في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها.
وألحق جيش الاحتلال أيضاً أضراراً واسعة النطاق في قرى وبلدات في سهل البقاع وجنوب لبنان، ووفقاً للتقديرات في تقرير البنك الدولي، فإن الأضرار التي لحقت بالزراعة تبلغ نحو 124 مليون دولار، وإن إجمالي الخسائر يزيد على 1.1 مليار دولار بسبب فوات الحصاد نتيجة تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية ونزوح المزارعين.
وتقدر السلطات الإسرائيلية الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل بنحو مليار شيكل (273 مليون دولار) على الأقل، مع تضرر أو تدمير آلاف المنازل والمزارع والمؤسسات.
ووقع القدر الأكبر من الأضرار في إسرائيل في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية التي قصفتها صواريخ حزب الله. وتقول السلطات الإسرائيلية إن نحو 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية والمتنزهات والأراضي المفتوحة في الشمال وهضبة الجولان اشتعلت فيها حرائق منذ بداية الحرب.
النزوح والتأثير الاقتصادي
قالت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 886 ألف شخص نزحوا داخل لبنان حتى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني. وأظهرت بيانات المفوضية أن أكثر من 540 ألف شخص فروا من لبنان إلى سورية منذ بدء الحرب. وفي إسرائيل أخلى نحو 60 ألف شخص منازلهم في الشمال.
قدم البنك الدولي في تقرير صدر في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني تقديراً أولياً للأضرار والخسائر التي لحقت بلبنان بنحو 8.5 مليارات دولار. ومن المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبنان بنحو 5.7 بالمئة في عام 2024، مقارنة بتقديرات النمو قبل الصراع البالغة 0.9 بالمئة.
وتكبد قطاع الزراعة خسائر تجاوزت 1.1 مليار دولار خلال الأشهر الاثني عشر الماضية بسبب تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية ونزوح المزارعين، خصوصاً في المناطق الجنوبية. وقال البنك الدولي إن قطاعي السياحة والضيافة، المساهمين الرئيسيين في الاقتصاد اللبناني، كانا الأكثر تضرراً بخسائر بلغت 1.1 مليار دولار.
وفي إسرائيل، أدت الحرب إلى تفاقم التأثير الاقتصادي الناجم عن الحرب في قطاع غزة، ما شكل ضغوطاً على المالية العامة. وارتفع عجز الميزانية إلى نحو ثمانية بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى إلى خفض تصنيف إسرائيل هذا العام.
وأدى الصراع أيضاً إلى زيادة الاضطرابات في سلاسل التوريد، حتى صعد التضخم إلى 3.5 بالمئة، متخطياً النطاق المستهدف للبنك المركزي بين واحد وثلاثة بالمئة. وأبقى البنك المركزي نتيجة لهذا على أسعار فائدة مرتفعة لكبح التضخم، فظلت أسعار الرهن العقاري مرتفعة، وزادت الضغوط على الأسر.
وتعافى الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الثالث إلى حد ما عن الربع الثاني الضعيف لينمو بنحو 3.8 بالمئة على أساس سنوي وفقاً للتقديرات الأولية للحكومة.
(العربي الجديد، رويترز)