تحذير رسمي إلى القنوات الجزائرية من استجواب الطلاب والقاصرين
استمع إلى الملخص
- أصدرت سلطة ضبط السمعي البصري تحذيراً للقنوات، مشددة على ضرورة احترام حقوق الأطفال وتجنب التشهير والاستغلال الإعلامي، مع التأكيد على الحصول على موافقة ولي الأمر قبل أي ظهور إعلامي للقصّر.
- جاء التحذير قبل امتحانات البكالوريا لتجنب تكرار الانتهاكات، حيث أكد الخبراء على أهمية التزام القنوات بالتشريعات لحماية الأطفال من الاستغلال.
أثار إجراء القنوات الجزائرية لقاءات عديدة مع الطلاب خلال امتحانات شهادة التعليم المتوسط، الأسبوع الماضي، استياءً كبيراً لدى العائلات والمتابعين والمختصين، خاصةً بعد أن تحوّل بعض هؤلاء الطلاب إلى هدف للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي، ممّا قد يترك آثاراً سلبية عليهم.
ودفع ذلك سلطة ضبط السمعي البصري إلى إصدار تنبيه جديد إلى القنوات التلفزيونية، الثلاثاء، حذّرت فيه من "المساس بحقوق الأطفال أو تعريضهم للتشهير والاستغلال خلال التغطيات الإعلامية للامتحانات المدرسية"، داعيةً إياها إلى "التحلي بالوعي المهني والمسؤولية والاحترافية في التعامل مع القصّر".
وأكدت السلطة أنها "تابعت تغطيات إعلامية غير مسؤولة، أثناء فترة اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط واستجوابات مباشرة لتلاميذ قصّر، عقب خروجهم من مراكز الامتحانات، حيث سجلت انتهاكاً متكرراً للقوانين المتعلقة بحماية الطفل، وتجاهلاً مستمراً لبعض القنوات للتشريعات الوطنية، بصورة تمس بحقوق الأطفال أو تعرضهم للتشهير والاستغلال، تحت غطاء التغطيات الميدانية، واستغلالاً لبراءة الأطفال لأغراض إعلامية انتهازية". كما حذّرت من أنها "قد تعرضهم لاحقاً للتنمر الرقمي والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي"، مما "سيخلف فيهم آثاراً نفسية مدمرة قد تلازمهم مدى الحياة".
ودعت سلطة ضبط السمعي والبصري القنوات الجزائرية إلى "احترام المصلحة الفضلى للطفل، وحظر كل أشكال التشهير والاستغلال الإعلامي للقصّر"، ولفتت الى أن تصريحات القصّر تستدعي "الحصول على موافقة كتابية مسبقة وصريحة من الولي الشرعي قبل أي ظهور إعلامي للطفل، خاصةً في المواضيع الحساسة أو التي قد تمس بكرامته وهويته وسلامته النفسية". كما لفتت إلى أن "كل استجواب لتلميذ قاصر دون سن الـ18 وعرضه على الشاشات والمواقع الإلكترونية، من دون مراعاة الشروط القانونية المذكورة، هو انتهاك فادح لحقوق الطفل يعاقب عليه القانون".
وجاء التحذير الموجه إلى القنوات الجزائرية قبل أسبوع من امتحانات شهادة البكالوريا التي تبدأ في 16 يونيو/ حزيران الحالي، بهدف منعها من تكرار نفس الأمر مع التلاميذ الممتحنين، وتجنباً لخلق حالات تنمر افتراضي محتملة ضد التلاميذ.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال الخبير التربوي مصطفى ختالة إن "هذا التنبيه متأخرٌ نوعاً ما وكان يتعين أن يصدر قبل الامتحانات الأخيرة". ولاحظ أن "هناك إسرافاً بما يتعلق بإجراء مقابلات مع التلاميذ، مع التركيز على بعض الحالات المميزة، بهدف رفع مستوى المشاهدات"، مضيفاً أن ذلك "قد ينعكس سلباً على نفسية الطالب، خاصةً إذا نتج عن الفيديو تنمر افتراضي".
واعتبر ختالة أنّ "من واجب القنوات الجزائرية والعاملين فيها أن يكونوا على اطلاع مسبق بالتشريعات ذات الصلة بالتسجيل مع الأطفال وتصويرهم، كون القانون يحميهم من الاستغلال، أياً يكن نوعه".