"قلب حديدي"... من يرث توني ستارك؟

01 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 06:12 (توقيت القدس)
يركز المسلسل على موضوعات طفولية مثل الصداقة والحب الأخوي (ديزني بلاس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسلسل "قلب حديدي" يعرض على ديزني بلاس، ويتناول قصة ريري وليامز، الطالبة العبقرية من واكندا، التي تسعى لتطوير تكنولوجيا متقدمة وتواجه صعوبات مالية، مما يدفعها للانضمام إلى مجموعة مشبوهة.
- يركز المسلسل على قضايا الهوية والصداقة، حيث تتورط ريري مع عصابة متنوعة الهويات وتطور علاقة مع صديقتها المتوفاة التي تتحول إلى ذكاء اصطناعي، مما يثير تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي.
- يقدم "قلب حديدي" نقداً لطبقة المليونيرية العباقرة، ويبرز أهمية المال بجانب العبقرية، مع تلقيه آراء نقدية متفاوتة بسبب "العنف الكرتوني" والمؤثرات البصرية.

ما زالت عوالم مارفل السينمائية تتسع لتحتوي شخصيات جديدة مستوحاة من القصص المصورة. عوالم تبنت الشركة صيغة المسلسل للبحث فيها، بما يتقاطع مع الأفلام الكبرى ذات الأبطال الأشد شهرة، مثل هالك وثور وغيرهما. آخر هذه الإنتاجات هي مسلسل "قلب حديدي" (Ironheart) الذي تبثه منصة ديزني بلاس، إذ نكتشف في ست حلقات رحلة طالبة متفوقة نحو عالم الجريمة باستخدام بزّة تشبه تلك التي كان يمتلكها الرجل الحديدي.
من دون الخوض في تفاصيل القصة، يتتبع المسلسل حكاية الجيل الثاني من الأبطال، وهذه المرة حكاية ريري وليامز، فتاة عبقرية من واكندا، الدولة الأفريقية المتخيّلة. حصلت ريري على منحة توني ستارك للدراسة في MIT، وعملت على تطوير التكنولوجيا المتقدمة هناك في سبيل تسليحها، لكنها فشلت طوال سنين الدراسة، لتقرر الانضمام إلى مجموعة مشبوهة لتنفيذ عمليات سطو وسرقة لتمويل بزّتها الحديدية الخاصة.
يعكس المسلسل كما سابقه، "السيدة مارفل"، صراعاً طبقياً، لكن هذه المرة ضمن المجتمعات السوداء، إذ تحاول ريري أن تطور تكنولوجيا قادرة على مساعدة "الآخرين"، ونقصد الأفقر والأقل حظاً الذين لا تظهر "كوارثهم" على رادار الأبطال الخارقين الذين يحاربون سحرة كونيين وكائنات فضائية. وفي تبنٍّ لسردية معاناة الشباب الأسود في أميركا، ترى ريري نفسها متورطة مع "عصابة" يرأسها شخص خطير ومريب ومتورط مع قوى كونية شريرة.
العمل الذي بدا واعداً عند الإعلان عنه أقرب إلى مسلسلات الأطفال والمراهقين، بل يحيل بوضوح إلى مسلسل Spy Kids، ومغامرات الشبان ضد "الأشرار"، مركّزاً على موضوعات الصداقة والحب الأخوي، والأهم، الشرّ المطلق الذي تمثله العصابة التي لا بد من التخلص منها كونها تهدد "العالم".
ينصاع "قلب حديدي" بكليته لسياسات الهوية؛ فعصابة الأشرار متنوعة الهويات، وأحد أفرادها هي دراغ كوين تُدعى شيا كلوي، تعمل خبيرة تقنية، فضلاً عن أنه يخلق نوعاً من علاقة غريبة من الصداقة بين ريري وصديقتها التي سبق أن قُتلت، وتحولت إلى ذكاء اصطناعي يشابه جارفيس، الذي صنعه توني ستارك.
يحضر الذكاء الاصطناعي في هذا المسلسل ليس بوصفه خادماً مطيعاً لسيده، بل صديقة مقربة، مزاجية، تتصرف على هواها أحياناً، وأحياناً أخرى تخرج عن السيطرة، لتعيد بناء نفسها و"خوارزميتها" بالتواصل مع أفراد أسرتها. صيغة اللعب والتسلية التي يظهر فيها الذكاء الاصطناعي تثير القشعريرة، خصوصاً أنه يستعيد شخصاً ميتاً، ويعيد بناءه، بل يمكن أن يصاب الذكاء الاصطناعي بـ"صدمة نفسية" تجعله يتوقف عن العمل ما يهدد حياة صانعه، وهذا ربما تمهيد لرؤية الأجيال الجديدة للذكاء الاصطناعي، بوصفه جزءاً من حياتها لا يمكن الاستغناء عنه.


يحاول "قلب حديدي" رسم قطيعة مع تراث توني ستارك، المليونير الأبيض تحول إلى بطل خارق على مستوى المجرة. في هذا المسلسل تنقلب الأدوار كلياً، ويقدم انتقاد لطبقة المليونيرية العباقرة الذين يغزون الفضاء، كما نرى حالياً مع إيلون ماسك مثلاً، لكن تبقى العبقرية البشرية هي محرك الاختراع، لكنها في الحالتين لا بد أن تقرن بالمال، سواء كان مصدره شركة عملاقة، أو منحة دراسية، أو عصابة لصوص. وربما هذا بالضبط هو تلخيص العلاقة بين الرأسمالية والعبقرية، فالاختراع وليد وفرة المال، ليس الحنكة والذكاء والإصرار فقط.
أثار المسلسل آراء نقدية متفاوتة، خصوصاً "العنف الكرتوني" فيه، إذ يبدو مصطنعاً، والمؤثرات البصرية لا تبدو جذابة على شاشة التلفاز، بعكس تلك التي نراها على شاشة السينما أثناء مشاهدة "الرجل الحديدي". هذا الانتقاد تكرر مع كل المسلسلات التي أنتجتها مارفل، عدا التي تركز على درامية الحكاية مثل "لوكي". لكن اللافت في المسلسل أننا قد نجد أنفسنا أمام فريق جديد من أبطال مارفل، الأقل عمراً، أي الشبان، ما يعني سوقاً جديدة من الجمهور لا تقتصر على عشاق القصص المصورة من البالغين.

المساهمون