استمع إلى الملخص
- نفى عالم الآثار زاهي حواس هذه الشائعات، مؤكداً عدم وجود دليل علمي أو بعثات تعمل في هرم خفرع، وأكد موقع سنوبس أن الادعاءات لا أساس لها.
- تعود الشائعات إلى تحريف بحث مشكوك فيه من 2022، وروّج له صنّاع محتوى يمينيون، والصور المنتشرة مولّدة بالذكاء الاصطناعي.
انتشرت على الإنترنت في مارس/آذار الحالي مزاعم تفيد باكتشاف باحثين لأعمدة لم تكن معروفة من قَبل تحت الأهرامات المصرية في الجيزة باستخدام تقنية الرادار، وانتشرت في "تيك توك" و"فيسبوك" و"إنستغرام" و"إكس" مقاطع ومقالات لصنّاع محتوى وحسابات تقول إنّ الباحثين في علم المصريات قد اكتشفوا أعمدة تحت قاعدة هرم خفرع، متصلة بمسارات، وثمانية آبار عمودية عميقة تنحدر إلى عمق 648 متراً تحت الأرض". فهل هذا الخبر صحيح؟
هذا الخبر أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، وحمّس المستخدمين وصنّاع المحتوى للحديث عن "الاكتشاف"، ومضى بعضهم ليقول إنّ الأمر يتعلّق باكتشاف "مدينة ضخمة تحت الأرض" أو بـ"مفاعل طاقة ضخم يدلّ على أن الحضارة المصرية كانت متقدّمة تكنولوجياً". كتب حساب: "اللي حصل في مصر الأيام دي ممكن يكون أهم اكتشاف أثري في القرن ده لو فعلاً تم تأكيده!"، وادعى آخر: "الدراسة اللي عملها متخصصين في أبحاث الردار والاستشعار عن بعد وكانوا شغالين على مشروع بحثي لهرم خفرع".
الأعمدة تحت الأهرامات خبر كاذب
لكن في الحقيقة هذا الخبر لا دليل عليه، فقد نفاه عالم الآثار المصري، زاهي حواس، مؤكداً أن هذه شائعات ليس لها أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن، كما نفى هذه الأخبار موقع سنوبس للتحقق من المعلومات والأخبار، قائلاً إنه على الرغم من شيوع هذا الادعاء، لا يوجد دليل يدعمه، إضافةً إلى ذلك، لم تنشر أي وكالات أنباء أو منشورات علمية موثوقة هذه الشائعة.
وكتب زاهي حواس عبر حسابه الرسمي في "فيسبوك": "هذه الشائعات صدرت عن متخصصين لا يعلمون شيئاً عن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأهرامات"، وإن "المجلس الأعلى للآثار لم يقم بإعطاء هؤلاء الأشخاص أي تصريحات لأي أعمال داخل هرم الملك خفرع"، وأوضح أن قاعدة هرم الملك خفرع قد نُحتت من الصخر بارتفاع حوالى ثمانية أمتار، ولا يوجد أسفل هذه القاعدة أي أعمدة، وذلك طبقاً للدراسات والأبحاث العلمية التي جرت حول الهرم".
شائعات يمينية تأثر بها العرب
من جديد يقع العرب في فخ التضليل اليميني، تتبع موقع سنوبس مصدر شائعة أعمدة الأهرامات المنتشرة عربياً فقادته إلى تحريف بحث مشكوك فيه أُجري عام 2022، ثم لمّعه صنّاع المحتوى اليمينيون، مثل غريغ ريس، المساهم في موقع "إنفوورز" المتخصص في نشر نظريات المؤامرة. كذلك شارك أليكس جونز، مؤسس "إنفوورز" وأحد مُنظّري المؤامرة المعروفون، نسخة من نفس الادعاء على "إكس". وجاء في تقرير ريس أن الأهرامات لم تُبنَ بوصفها مقابرَ، بل بوصفها نوعاً من محطة طاقة قديمة، وادعى أنه "يمكن أن تكون الآبار الأسطوانية قنواتٍ للطاقة أو الموجات الصوتية، ويمكن أن تُستخدم الهياكل المكعبة وحداتِ تخزينٍ أو تثبيتٍ للطاقة، على غرار مكونات سلاح أو مولد كهربائي ضخم" بحسب ادعاءاته.
البحث المزعوم وراء هذه الادعاءات
نشر الباحثان المذكوران في الادعاءات الأخيرة، كورادو مالانغا وفيليبو بيوندي، ورقة بحثية وكتاباً عن عملهما باستخدام الرادار لاستكشاف هرم الجيزة عام 2022. ومع ذلك، لم يخضع هذا البحث لمراجعة الأقران، ولم يؤكده علماء آثار موثوقون. بالإضافة إلى ذلك، يُلمّح البحث إلى نظرياتٍ هامشية حول الحضارات القديمة والنوايا الخارقة للطبيعة لهذه الهياكل، وهو ما يتماشى مع اهتمام مالانغا بأبحاث الأجسام الطائرة المجهولة والاختطاف من الكائنات الفضائية، بالإضافة إلى نظرية "محطة الطاقة"، بحسب ما رصده "سنوبس".
ويبدو أن كل تفصيلة حول هذا الادعاء هي كذبة، فالصور المنتشرة حول أعمدة الأهرامات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الصورة في أعلى هذا المقال، و"مشروع خفرع"، الذي يقوده مالانغا، لا يوجد إلا في قناة على "يوتيوب" لامرأة تُدعى نيكول سيكولو، تنشر نظرياتٍ متكررة لا أساس لها من الصحة حول الأهرامات، ولم ينشر أي موقع موثوق معلومات إضافية عن المنظمة.