أردوغان: إسرائيل تحولت لمشكلة تهدد استقرار المنطقة

11 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 19:42 (توقيت القدس)
أردوغان يتحدث في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، 11 إبريل 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها دولة إرهاب تهدد استقرار المنطقة وتمنع جهود مكافحة داعش، داعياً المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني ووقف نزيف الدماء في غزة.
- اتهم أردوغان إسرائيل بتأجيج الانقسامات في سوريا بعد سقوط بشار الأسد، مؤكداً دعم تركيا للقيادة السورية الجديدة ومحاولتها إنشاء مواقع عسكرية في سوريا، مما يثير قلق إسرائيل.
- شهدت الأيام الأخيرة اجتماعاً بين ممثلين من تركيا وإسرائيل في أذربيجان لتخفيف التوترات، مع تأكيد تركيا على اتفاقات دفاعية مع دمشق وقلق إسرائيل من النفوذ التركي المتزايد.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن إسرائيل تحولت إلى مشكلة في المنطقة من خلال هجماتها على لبنان وسورية وتهدد استقرار المنطقة، واصفاً إياها بدولة إرهاب، وبمنعها جهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. كلام أردوغان جاء على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وفيها تطرق لمواضيع عديدة.

وقال أردوغان في حديثه إن السكوت عن مجازر إسرائيل يعد مشاركة في هذه الجرائم، والوقوف بوجه الهجمات الإسرائيلية على غزة بأقوى الأشكال واجب إنساني وليس من مقتضيات الأخوة، معتبراً أن "إسرائيل ترتكب منذ عام ونصف العام إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني متجاهلة كل حقوق الإنسان والقانون الدولي".

ودعا أردوغان مجلس الأمن والمجتمع الدولي لوقف نزيف الدماء في غزة والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، مضيفاً أنه "من الصعب جداً إحلال سلام دائم في غزة مع استمرار إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة وتقويض مساعي وقف إطلاق النار ومواصلتها قصف المدنيين الأبرياء". وشدد بالقول "لنضع أيدينا على قلوبنا ونسأل أنفسنا هذا السؤال: حتى لو كانت في حالة حرب، هل تتصرف دولة شرعية بهذا الشكل؟ ألا يُسمى هذا إرهاب دولة؟ لهذا السبب تُعتبر إسرائيل دولة إرهابية، لا يمكن أن يكون لها اسم آخر". وأكد أردوغان أن الحكومة الإسرائيلية تحاول اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وجعله يعيش نكبة ثانية، وأن إسرائيل التي لا تزال جرائمها بلا محاسبة أمام القانون، تحاول في كل مرة تنفيذ هجمات أكثر دموية وقسوة.

وأوضح أنهم يحاولون إضفاء الشرعية على مجازرهم من خلال وصف الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بـ"الإرهابيين"، وأضاف "لا أحد يستطيع أن يقلل من شأن النضال البطولي للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال من خلال وصفهم بالإرهاب". كما بين أن الفلسطينيين يدافعون عن أرضهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وهم مصدر فخر للإنسانية، مشدداً على أن الشعب التركي يتضامن مع الفلسطينيين اليوم كما فعل عبر التاريخ.

من جانب آخر، قال الرئيس التركي إن العالم أكبر من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لأن الإنسانية أكبر من هذه الدول، مشيراً إلى أن النظام الدولي لا يظهر نفس النجاح في مواكبة العصر مقارنة بما تحققه البشرية من قفزات تكنولوجية جديدة ومتتالية. وأردف "نعيش في فترة نواجه فيها مشكلات تمس البشرية جمعاء، مثل الإرهاب، والجوع والفقر والعنصرية ومعاداة الإسلام والمهاجرين وأزمة المناخ، ومع ذلك نشهد بكل أسف أن المجتمع الدولي عاجز عن تطوير سياسات أكثر عدلاً وإنصافاً".

وشدد "العالم أكبر من خمسة، لأن الإنسانية أكبر من خمسة، هدفنا من هذا التأكيد هو ترسيخ هذا المفهوم، وأن تركيا بما تملكه من خبرة وتاريخ وثروة بشرية وعمق ثقافي، تُعد من بين الدول التي يمكنها إيصال هذه الرسالة إلى العالم بأوضح طريقة".

وفي الإطار ذاته، قال الرئيس التركي "لم نعد نرغب في رؤية منطقة يسودها الصراع، بل نريد التفاهم، لا الانقسام بل الوحدة، لا الدم والدموع والألم والتوتر، بل الرفاه والاستقرار، نريد أن نعيش في عالم كهذا، وأن نترك لأبنائنا عالماً كهذا. وندرك بالطبع أن هذا ليس بالأمر السهل". وأوضح أنهم يدركون أن السلام يتطلب جهداً أكبر من الحرب، وتركيا انطلاقاً من هذا المفهوم تسعى من أجل السلام والاستقرار في دول مثل أوكرانيا والسودان وليبيا والصومال، وكذلك يتحملون المسؤولية في أفريقيا وآسيا من خلال مبادرات الوساطة الحوار.

أردوغان: إسرائيل تسعى لنسف الثورة في سورية

واتهم أردوغان إسرائيل بالسعي إلى "نسف الثورة" في سورية من خلال تأجيج الانقسامات في البلاد بعد سقوط بشار الأسد. وقال "تحاول نسف ثورة الثامن من ديسمبر/كانون الأول الفائت من خلال تأجيج الخلافات العرقية والدينية في سورية وتحريض الأقليات في البلاد على معارضة الحكومة". وأضاف "لن نسمح بجر سورية إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار"، مشيراً إلى أن "الشعب السوري سئم المعاناة والقمع والحرب".

وتعد تركيا من أكبر الداعمين للقيادة السورية الجديدة بعدما أُطيح حكم الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر عقب حرب أهلية استمرت قرابة 14 عاماً. ويثير هذا النفوذ الجديد لأنقرة في سورية قلق إسرائيل. وبحسب مصدر سوري مطلع، فإن أنقرة تحاول إنشاء "مواقع عسكرية" في سورية، بما في ذلك "داخل قاعدة تي فور" الجوية في محافظة حمص التي استهدفتها ضربات إسرائيلية الأسبوع الماضي.

وأكدت تركيا وإسرائيل، خلال اليومين الماضيين، أن اجتماعاً عقد بين ممثلين رسميين عنهما، أول من أمس الأربعاء، في أذربيجان، وضعته أنقرة في إطار فني، وذلك في محاولة للتخفيف من حدّة التوتر الكلامي المتصاعد بينهما وتفادي الاشتباك في سورية، حيث يتوسع جيش الاحتلال جنوباً منذ سقوط نظام الأسد، ويقوم بعمليات توغل واعتداءات أدّت مراراً إلى سقوط ضحايا، وما زال سلاح الجو الإسرائيلي يستبيح الأجواء السورية، منفذاً غارات ترافقت آخرها بداية شهر إبريل/نيسان الحالي، واستهدفت مواقع استراتيجية في العاصمة دمشق وحمص وحماة، مع تهديدات إسرائيلية مباشرة لتركيا، من مغبة إنشاء قواعد عسكرية في هذا البلد، أو نصب أنظمة دفاع جوي. ويطرح هذا التواصل، أسئلة، حول ما إذا كان أي اجتماع تركي إسرائيلي سيحقّق هدف تخفيف التوتر، في وقت تؤكد فيه أنقرة عزمها على التوصل إلى اتفاقات دفاعية مع دمشق، وما إذا كان سيتم تكرار تجربة آلية التنسيق الروسية الإسرائيلية التي كانت قائمة في سورية لا سيما عقب التدخل الروسي في سورية والذي استمر حتى سقوط الأسد.

وكانت الحكومة الإسرائيلية أجرت اجتماعات لمناقشة ما وصفته بتزايد النفوذ التركي في سورية، واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أنقرة، أخيراً، بأداء دور "سلبي" في سورية ولبنان كذلك. وفي مقطع فيديو نشره الثلاثاء الماضي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن تركيا تريد إنشاء قواعد عسكرية في سورية "وهذا يشكل خطراً علينا ونعارضه". وأكد أنه لا يريد أن تُستخدم سورية من أي جهة، بما في ذلك تركيا، لشنّ هجمات على إسرائيل، معتبراً أن علاقات أنقرة المميزة مع واشنطن قد تساعد في تجنب الأزمة.

ويشارك الرئيس السوري أحمد الشرع أيضاً في المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا ومن المقرر أن يعقد لقاء ثنائياً مع نظيره التركي.