أزمة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: ديمقراطيون يتحدون ترامب وماسك

واشنطن
صورة
محمد البديوي
محمد البديوي
04 فبراير 2025
أعضاء بالكونغرس لترامب: لن نسمح لك بإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت الأزمة بين الديمقراطيين وإدارة ترامب بعد إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حيث وصفها إيلون ماسك بأنها "منظمة إجرامية"، مما أثار غضب الديمقراطيين الذين اعتبروا الإجراء غير قانوني.
- أبدى الديمقراطيون معارضة شديدة لقرارات ترامب وماسك، معتبرين أنها تهدد الدستور وتدفع نحو الديكتاتورية، مؤكدين على أهمية الوكالة في تقديم المساعدات الخارجية وأن إغلاقها يتطلب موافقة الكونغرس.
- أعلنت وزارة الخارجية تعيين ماركو روبيو قائماً بأعمال مدير الوكالة مؤقتاً، مشيرة إلى مراجعة جارية لأنشطتها بهدف إعادة التنظيم المحتمل، مما يعكس التوترات المستمرة بين الإدارة والكونغرس.

بدأ الصدام بين الديمقراطيين وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما منعت الأخيرة آلاف العاملين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من دخول مكاتبهم، وتلقى أكثر من عشرة آلاف موظف رسائل بريدية نصت على إغلاق المقر الرئيسي للوكالة في واشنطن والمقرات الفرعية، والذي تزامن مع إعلان مدير إدارة الكفاءة الحكومية، رجل الأعمال إيلون ماسك، أن ترامب وافق على إغلاق الوكالة، ووصفها بأنها "منظمة إجرامية".

وقال عضو الكونغرس الأميركي جيمي راسكين، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "نحن في أزمة دستورية كاملة هنا، ولدينا ممثل خاص غير رسمي لم يتم تأكيده لأي وظيفة، ولم يتم انتخابه لأي شيء، يركض في واشنطن من أجل إغلاق الوكالات الفيدرالية التي تم إنشاؤها وترخيصها وتحديد مهامها من قبل الكونغرس الأميركي"، مشدداً على أن محاولة إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي أنشئت بموجب القانون يتعارض مع مجموعة متنوعة من القوانين، وأنه ستتم مقاضاة الإدارة، قائلاً: "إذا أرادوا إغلاقها، فعليهم القدوم للكونغرس وتقديم اقتراح يتم التصويت عليه، لكن ما يحاولون فعله الآن غير قانوني ولن يمر".

وأشار إلى أن الطريق الحالية تضع الولايات المتحدة في طريق الديكتاتورية، وقال: "قررنا في مجلس الشيوخ أننا سنمنع ترشيحات مسؤولي ترامب في وزارة الخارجية، ولكن لعدم وجود جمهوريين يعملون معنا حتى الآن لوقف هذا العمل غير القانوني، فإن هذا الإجراء في المحاكم سيكون ضرورياً"، مؤكداً أن المبدأ العام للخدمة المدنية الأميركية هي أنه لا يمكن طردك، أو فصلك، أو إعادة تعيينك بشكل غير إرادي، كمسألة انتقام سياسي، وشرح أنه في حال رغبة الإدارة في فصل أي موظف فيجب عليها طبقاً للقانون تقديم قضية فردية ضد كل موظف، مع أدلة ضده، وإجراءات إدارية كاملة، مع حقه في المناقشة والرد.

واتبعت إدارة ترامب منذ وصولها أسلوباً نادر الحدوث في الحكومة الفيدرالية الأميركية، حيث تم إغلاق الموقع الإلكتروني للوكالة الأميركية للتنمية، ومنع دخول الموظفين إلى حساباتهم، كما ألغت صباح اليوم التعامل مع أكثر من ألف متعاقد جديد، إضافة إلى 400 متعاقد الأسبوع الماضي، مع حظر الموظفين من حساباتهم دون إشعار. وقال أحد الموظفين في إحدى البعثات في دول الشرق الأوسط في رسالة إلى عدد من الصحف الأميركية: "لقد تم استبعادي من النظام، ولم يتم تقديم أي إشعار مسبق لنا على الإطلاق. كنا في حالة عمى تام بما في ذلك قيادة وكالتنا هنا في البعثة، التي جاءت إلى مكتبي باكية هذا الصباح".

وحضر أكثر من عشرة أعضاء بمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين في مؤتمر صحافي أمام مقر الوكالة، وتحدوا ترامب وماسك بأنه لن يتم إغلاق الوكالة، طبقاً للقانون، مؤكدين أن الأمر خارج سلطات الرئيس الأميركي، كما تحدوا المعلومات الصادرة بأن الوكالة المستقلة ستخضع لسلطات وزير الخارجية الأميركي.

وأظهرت الأزمة انحياز أعضاء الكونغرس الجمهوريين بالكامل لقرارات الرئيس دونالد ترامب، ورفض أي شخص انتقاد قراره، فيما أكد نحو عشرة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، في مؤتمر صحافي، أنهم سيتحدون الرئيس الأميركي وإيلون ماسك، وقالت عضوة الكونغرس الأميركي إلهان عمر في كلمة لها: "إنه حقاً يوم حزين في أميركا، نحن نشهد أزمة دستورية، وهذا هو ما تبدو عليه الديكتاتورية عندما تدمر الدستور والمؤسسات، وهذا هو ما يحاول ترامب وإيلون ماسك القيام به، من خلال سلب السلطة الدستورية للكونغرس"، وأشارت إلى أنها أمضت بضع سنوات في مخيم للاجئين بوصفها طفلة نجت من الحرب الأهلية، وأن البرامج التي قدمتها الوكالة آنذاك هي التي حافظت على أسرتها وسلامتها.

ووجهت انتقادات حادة إلى إيلون ماسك، وقالت "لا يجب أن يتخذ المليارديرات الذين لا يهتمون بأميركا ولا بالأميركيين قرارات تعرض الأميركيين للأذى. كيف يقرر أن يمنع الموظفين من دخول المبنى الذي يعملون فيه؟"، وتساءلت "أي نوع من البلدان هذا الذي يسمح لرجل واحد بأن يتعامل كما لو أنه رئيسنا جميعاً، ولا نعرف من وضعه مسؤولاً؟"، مؤكدة بالقول: "سنحارب وسنفوز".

ومن جانبه، أكد عضو الكونغرس جيري كونيل أنهم سيقاتلون بكل الطرق الممكنة في المحاكم وقاعات الكونغرس ضد قرارات ترامب، وقال: "أنشأ الكونغرس هذه الوكالة بموجب قانون المساعدات الخارجية لعام 1961، وإذا كنت ترغب في تغيير هذا القانون فعليك اللجوء للكونغرس، وهذه مسألة يجب علينا التعامل معها وليس من خلال ملياردير غير منتخب يدعى إيلون ماسك".

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب عيّن وزير الخارجية ماركو روبيو قائماً بأعمال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، واصفة ذلك بأنها "خطوة مؤقتة نحو اكتساب السيطرة والفهم الأفضل لنشاط الوكالة". وقالت الوزارة إن الوكالة انحرفت لفترة طويلة عن مهمتها الأصلية في تعزيز المصالح الأميركية في الخارج بشكل مسؤول، وأنه "من الواضح الآن أن أجزاء كبيرة من تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لا يتوافق مع المصالح الوطنية الأساسية للولايات المتحدة". وأخطر الوزير روبيو الكونغرس بأن مراجعة أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مجال المساعدات الخارجية جارية بهدف إعادة التنظيم المحتمل.

وتُعدّ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وكالة حكومية أميركية مستقلة، تم إنشاؤها عام 1961 في عهد الرئيس جون كينيدي من خلال قانون المساعدات الخارجية، وتم إقرار إنشائها من قبل أعضاء الكونغرس، ما يعني أنه لا يمكن إلغاؤها أو إغلاقها أو تغيير مهامها دون موافقة الكونغرس.

ذات صلة

الصورة
متظاهرون في نيويورك رافضون لخطة ترامب بشأن غزة، 12 فبراير 2025 (مصطفى باسم/الأناضول)

سياسة

وقعت أكثر من 90 منظمة أميركية ودولية على بيان يدين تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي كشف فيها عن نيته تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والاستيلاء عليه.
الصورة
ترامب في الكابيتول في واشنطن، 6 فبراير 2025 (Getty)

سياسة

انتقم الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المحكمة الجنائية الدولية لإصدارها قراراً ضد إسرائيل الحليف المقرب لواشنطن، عبر فرض عقوبات عليها.
الصورة
تظاهرة في برلين منددة بخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين 5/2/2025 (الأناضول)

سياسة

ما زالت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه تلقى احتجاجات وتنديداً حول العالم لليوم الثاني على التوالي.
الصورة
تظاهرة في واشنطن ضد إيلون ماسك، 5 فبراير 2025 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن، الأربعاء، تظاهرة أمام مبنى وزارة الخزانة، احتجاجاً على سيطرة الملياردير إيلون ماسك على النظام المالي الأميركي.
المساهمون