أكبر مسيرة في نيوزيلندا دعماً لفلسطين منذ بدء الحرب على غزة
استمع إلى الملخص
- دعت "أوتياروا من أجل فلسطين" الحكومة النيوزيلندية لفرض عقوبات على إسرائيل، وسط تصريحات رئيس الوزراء كريستوفر لوكسون حول الإجراءات الإسرائيلية في غزة.
- أكدت نادين مرتجى على ضرورة الضغط على الحكومة لفرض عقوبات، وأيد حزب العمّال النيوزيلندي هذه الخطوة، داعيًا لتغيير الحكومة الحالية.
شارك الآلاف في نيوزيلندا في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في أوكلاند، أكبر مدن البلاد، اليوم السبت، فيما قال منظموها إنها أكبر مسيرة من نوعها منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة. وقالت مجموعة "أوتياروا من أجل فلسطين" إن نحو 50 ألف شخص شاركوا في "مسيرة من أجل الإنسانية" في وسط أوكلاند صباح اليوم، فيما قدّرت الشرطة النيوزيلندية عدد الحضور بنحو 20 ألف شخص.
وقالت المتحدثة باسم المجموعة آرام راتا إنها أكبر مسيرة في نيوزيلندا لدعم الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب على غزة. وذكرت هيئة الإذاعة العامة في نيوزيلندا أن الكثير من المشاركين في الاحتجاج رفعوا الأعلام الفلسطينية، ولافتات كُتبت عليها شعارات من بينها "لا تطبيع للإبادة الجماعية". وقالت راتا إن المنظمين، بعد مسيرة أغلقت جسر ميناء سيدني الشهير في أغسطس/ آب، أرادوا إغلاق جسر رئيسي في المدينة مع مسيرة السبت، لكنهم اضطروا إلى التخلي عن تلك الخطط أمس الجمعة بسبب الرياح القوية.
وقالت الشرطة إنه لم تحدث أي اعتقالات في المسيرة، وإنها أعادت فتح الطرق. وأشارت مجموعة أوتياروا من أجل فلسطين، إلى أنها تريد من الحكومة الائتلافية في نيوزيلندا المنتمية إلى يمين الوسط فرض عقوبات على إسرائيل. وكان رئيس الوزراء كريستوفر لوكسون قد وصف، في أغسطس الماضي، الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في غزة، بما في ذلك نقص المساعدات الإنسانية، بأنها "مروعة جداً"، في وقت تدرس فيه نيوزيلندا ما إذا كانت ستعترف بدولة فلسطينية. ولم يرد المجلس اليهودي النيوزيلندي، وهو هيئة تمثل حوالى عشرة آلاف يهودي يعيشون في البلاد، حتى الآن، على طلب وكالة رويترز للتعليق على المسيرة.
من جهته، صرّح عضو البرلمان النيوزيلندي عن حزب العمّال فيل تويفورد الذي سبق له تولي عدة وزارات، من بينها النقل والتنمية الاقتصادية والحضرية والإسكان، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأنه "موجود هنا في حديقة فكتوريا مع زملائي في حزب العمّال، من أجل التعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني. ونحن هنا، مع عشرات الآلاف من النيوزيلنديين، للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، ومطالبة الحكومة النيوزيلندية بفرض عقوبات على إسرائيل. ونرى أنه قد حان الوقت لتحرك المجتمع الدولي الذي يجب أن يساند الشعب الفلسطيني كي ينال حريته وحق تقرير مصيره".
وأشار تويفورد إلى أن "السبيل الأمثل لإبلاغ إسرائيل بتلك المطالب هو العقوبات التي ينبغي أن تُفرض عليها بسبب احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية. نحن هنا نطالب بالعدالة، تماماً كما فعلنا من أجل أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وفي ثمانينيات القرن الماضي، لإنهاء الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. لذا، يتعين علينا التحرك والتضامن الآن مع الشعب الفلسطيني".
وشدّد على أن الرسالة التي يود توجيهها من خلال مشاركته في هذا الحدث "بسيطة": "المطالبة بفرض عقوبات ضد إسرائيل، والتضامن مع الشعب الفلسطيني. ونحن ندرك أن غالبية النيوزيلنديين يدعمون حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة". وأضاف: "من المؤسف أن الحكومة الحالية، بقيادة الحزب الوطني، لا تنبس ببنت شفة عن الإبادة الجماعية، ولا تعترف بها أساساً. والحقيقة أن نيوزيلندا تستحق ما هو أفضل، ويمكنها أن تكون صوتاً للمبادئ والشجاعة، لذا فنحن نطالب الحكومة بأن تتحرك نيابة عن النيوزيلنديين ضد الإبادة الجماعية في غزة".
وتابع: "ولعلك ترى هذه الجموع الغفيرة التي وفدت إلى حديقة بارك اليوم للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ضد ما يتعرض له من إبادة جماعية". وحول المذكرة التي تقدمت بها رئيسة حزب الخضر كلوي سواربريك لمطالبة الحكومة النيوزيلندية بتوقيع عقوبات على إسرائيل، أكّد أن "حزب العمّال يؤيد فرض العقوبات على إسرائيل، ويدعم المذكرة التي تقدمت بها كلوي"، مستدركاً بأن "الحكومة الحالية، لكي أكون صريحاً معك، لن تدعم أبداً هذه المذكرة. لذا، فإنه تتعين علينا مواصلة الضغط على هذه الحكومة، والعام المقبل، سيتوجب علينا تغييرها، وأن تتولى الأمر حكومة جديدة مؤلفة من أحزاب المعارضة (العمّال، والخضر، والماوري)، وجميعها تدعم فرض عقوبات على إسرائيل وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. لندع الشعب يواصل الضغط، وسوف نشكل حكومة جديدة العام المقبل".
وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، قالت المتحدثة باسم "نيوزيلندا من أجل فلسطين" (AFP) نادين مرتجى إن "الهدف الأساسي من هذه المسيرة والتظاهرة، التي شارك فيها أكثر من 50 ألف شخص، هو مطالبة الحكومة النيوزيلندية بفرض عقوبات على إسرائيل، التي ما فتئت تواصل إبادتها الجماعية للفلسطينيين في غزة". وشددت على أن "الرسالة التي وجهتها اليوم هذه المسيرة، التي نظمتها مجموعة من المنظمات المؤيدة لفلسطين من بينها مجموعات من الماوري (السكان الأصليين لنيوزيلندا)، كانت قوية للغاية، وهي ضرورة فرض عقوبات ضد إسرائيل الآن".