"فرانس برس": إرجاء اجتماع رباعي حول السودان على وقع خلاف مصري إماراتي
استمع إلى الملخص
- مصر، الحليف الأقرب للجيش السوداني، تؤكد أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية، بينما تتهم الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي رغم تقارير دولية تدعم هذه الاتهامات.
- الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح 15 مليونًا، مع تقلص سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش.
أُرجئ الثلاثاء اجتماع وزاري حول الحرب في السودان كان مقرراً عقده في واشنطن بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، بعد خلاف بين القاهرة وأبوظبي حول البيان الختامي المشترك، على ما أفاد مصدران دبلوماسيان وكالة فرانس برس. واختلفت مصر والإمارات حول دور الطرفين المتحاربين، الجيش وقوات الدعم السريع، في عملية سلام محتملة بالمستقبل.
وقال دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ الاجتماع أرجئ بسبب "خلافات لم يتمّ حلّها" حول البيان الختامي. وأوضح أنّ "الإمارات أدخلت تعديلاً في اللحظة الأخيرة ينصّ على عدم وجود أيّ حضور للجيش وقوات الدعم السريع في العملية الانتقالية المستقبلية"، وهو أمر اعتبرته القاهرة "غير مقبول"، على حد قوله.
ولطالما أكّدت مصر، الحليف الأقرب للجيش السوداني، "أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية"، في إشارة خصوصاً إلى المؤسسة العسكرية في السودان. وقال مصدر آخر مطّلع على المفاوضات لـ"فرانس برس"، إنّ "الولايات المتحدة وزّعت مسودة وافق عليها الجميع، بما في ذلك الإمارات، لكنّ مصر لم تقبل الجزء الذي ينصّ على عدم سيطرة أيّ من الأطراف المتحاربة على الفترة الانتقالية".
وأضاف المصدر طالباً بدوره عدم الكشف عن هويته أنّ الولايات المتّحدة "قرّرت تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق". وسبق أن رعت الولايات المتّحدة في عهد رئيسها السابق جو بايدن، والسعودية جولات تفاوضية عدّة في جدّة لإنهاء النزاع في السودان، لكنّ كل هذه الجهود فشلت في وضع حدّ لحرب يقول خبراء إنّها امتدّت إقليمياً.
والإمارات متّهمة على نطاق واسع بتسليح قوات الدعم السريع في انتهاك لحظر تصدير الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إقليم دارفور، لكنّ أبوظبي تنفي باستمرار ذلك رغم تقارير دبلوماسية وسياسية غربية ودولية تدعم هذه الاتهامات. وتتابع القاهرة من كثب إعلان قوات الدعم السريع وتحالفها السياسي، الأسبوع الماضي، تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة اعتُبرت الأخطر منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان 2023.
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع"، منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، حرباً أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً. وبدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع تتقلص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش الذي وسّع نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
(فرانس برس، العربي الجديد)