إصابة فلسطيني وتدمير أشجار زيتون باعتداءات مستوطنين في الضفة

11 يناير 2025
مستوطنون خلال هجوم على بلدة دوما شمالي الضفة، 13 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت الهجمات في الضفة الغربية، حيث هاجم المستوطنون قرية يتما وبلدة ترمسعيا، مما أدى إلى إصابات واعتقالات بين الفلسطينيين.
- اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية شابًا قرب مستشفى النجاح، وهاجم المستوطنون منطقة سهل قاعون في بردلا، مما ألحق خسائر اقتصادية بالمزارعين.
- شهدت الأغوار الشمالية تصعيدًا في الاستيلاء على الأراضي، مع تنفيذ 2971 انتهاكًا في 2024، مما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإتلاف 14 ألف شجرة، وتفاقمت الأزمة المرورية في نابلس بسبب الإجراءات العسكرية.

أصيب فلسطينيون بجروح وتعرّضت أراض زراعية للتخريب، خلال هجمات شنّها مستوطنون على مناطق في الضفة الغربية اليوم السبت. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجموعة من المستوطنين هاجمت، تحت حماية قوات الاحتلال، قرية يتما جنوب نابلس شمالي الضفة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الأهالي أسفرت عن إصابة شاب بجروح.

وقال أمين سر حركة فتح في قرية يتما عمر سليمان لـ"العربي الجديد"، "إن مجموعة من المستوطنين شنوا هجوماً على القرية، من المنطقتين الشرقية والغربية، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي للاعتداء". وأوضح سليمان أن المستوطنين أطلقوا الرصاص، ما أسفر عن إصابة أحد الشبان بجروح متوسطة في الفخذ، نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبحسب سليمان، اقتحمت قوات الاحتلال القرية، عقب انسحاب المستوطنين، مما سبّب تجدد المواجهات مع الشبان الفلسطينيين.

إلى ذلك، انسحبت مساء اليوم السبت، مجموعات من المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي من بلدة ترمسعيا شمال رام الله وسط الضفة الغربية، بعد تنفيذ هجوم استهدف المنطقة الشمالية من البلدة. وبحسب مصادر محلية، فقد أسفر الهجوم عن إصابة خمسة فلسطينيين، بينهم شاب أصيب بالرصاص، وطفل تعرض لكسر في الجمجمة جراء الرشق بالحجارة، بينما أصيب الثلاثة الآخرون برضوض وجروح بسبب الاعتداءات بالحجارة، كما اعتقلت قوات الاحتلال أحد الشبان خلال الهجوم.

وفي تطور منفصل، اعتقلت قوة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي شاباً مجهول الهوية حتى الآن من داخل مركبة في محيط مستشفى النجاح الجامعي شمال مدينة نابلس، واقتادته إلى جهة مجهولة.

وفي قرية بردلا بالأغوار الشمالية الفلسطينية، أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات، في تصريح صحافي، بأنّ مستوطنين من البؤرة الاستيطانية المقامة غرب بردلا هاجموا منطقة سهل قاعون، وقطعوا أشجار زيتون للمواطن سلطان راشد صوافطة على مساحة 10 دونمات، وأحدثوا خراباً كبيراً في المزرعة.

وأوضح مليحات أنّ هذا الاعتداء، أوقع خسائر اقتصادية فادحة للمزارع الذي يعتمد اعتماداً كاملاً على أرضه باعتبارها مصدر رزق رئيسياً له ولعائلته. وأكد مليحات أنّ هذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة انتهاكات يتعرّض لها الفلسطينيون في منطقة الأغوار الشمالية، التي تُعتبر واحدة من أكثر المناطق استهدافاً من المستوطنين وسلطات الاحتلال.

وأشار مليحات إلى أن اعتداءات المستوطنين أصبحت تتخذ أشكالاً عدة وتأخذ منحىً تصاعدياً، مثل تدمير المحاصيل الزراعية، وحرق الأراضي، وتحطيم الأشجار المثمرة، "في محاولة واضحة لإضعاف الفلسطينيين في هذه المنطقة ودفعهم إلى الرحيل عنها".

وأكد مليحات أنّ الأغوار الشمالية، التي تشكل سلة الغذاء للفلسطينيين، تواجه تصعيداً مستمراً في عمليات الاستيلاء على الأراضي الزراعية لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، لافتاً إلى أنّ الاحتلال والمستوطنين يسعون دائماً لتوسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية، جنباً إلى جنب مع استهداف المزارعين الذين يُعتبرون "خط الدفاع الأول في مواجهة هذه السياسات".

وخلال الأيام الأخيرة شنّ المستوطنون هجمات على ممتلكات الفلسطينيين في مناطق عدة بالضفة الغربية، كان من بينها إحراق منشأة في قرية أبو فلاح شمال شرق رام الله. وفي تقرير لها نشرته، الأحد الماضي، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية) أنّ المستوطنين نفذوا 2971 انتهاكاً في الضفة الغربية خلال 2024، أدت إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة. ولفتت الهيئة إلى أنّ "عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفاً موزعين على 180 مستوطنة، و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".

من جانب آخر، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، من إجراءاتها العسكرية على الحواجز المحيطة بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، ما سبّب أزمة مرورية خانقة. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأنّ جنود الاحتلال دققوا في بطاقات الهوية الشخصية وفتشوا المركبات بشكل مكثف، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور وإحداث أزمة خانقة.