أعلنت الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، فرض قيود على تجمع الأشخاص في تل أبيب الكبرى، والقدس، ومستوطنات شمال الضفة الغربية، ومناطق أخرى، خشية استهدافها بصواريخ. وكانت الجبهة الداخلية فرضت قيوداً على التجمعات في مدن وبلدات شمال إسرائيل قبل أيام، لكنها وسّعتها لتشمل مناطق الوسط، إضافة إلى القدس، ومستوطنات شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت الجبهة الداخلية في بيانها اليوم: "وفقاً لتقييم الوضع من قبل قيادة الجبهة الداخلية، تقرر تغيير المبادئ التوجيهية للجمهور".
وبحسب البيان، اقتضت التغييرات "الحد من النشاط والتجمعات في: الكرمل، وادي عارة، منشيه، السامرة (شمال الضفة الغربية)، شارون، دان (منطقة تل أبيب)، يركون، شفلح، القدس". وأشارت إلى أنه "بموجب هذه التعليمات (..) يمكن إجراء الأنشطة التعليمية في مكان يمكن من خلاله الوصول إلى مساحة محمية (كالملاجئ)". وقالت الجبهة الداخلية إنه يمكن التجمع بحدّ يصل إلى 30 شخصاً في منطقة مفتوحة وإلى 300 شخص في المباني. كما شملت التعليمات "إغلاق الشواطئ"، وفق البيان ذاته. وقالت: "في ما يخص أماكن العمل، فإن من الممكن العمل في مبنى أو في مكان يمكن من خلاله الوصول إلى مساحة محمية".
وذكرت أنه "تسري هذه السياسة من ظهر اليوم الثلاثاء وإلى مساء السبت 5 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي". وتتخذ الجبهة الداخلية للجيش هذه الإجراءات تحسباً لهجمات بصواريخ، خاصة من حزب الله على الحدود مع جنوب لبنان. وفي وقت سابق اليوم، أعلن حزب الله قصف قاعدة ومقر للموساد في منطقة تل أبيب الكبرى، إضافة إلى تجمعات لجنود وتحركات لهم في 8 مناطق شمال إسرائيل وقرب الحدود اللبنانية بصواريخ كاتيوشا، و"فلق"، و"فادي 1"، و"فادي 2"، و"فادي 3". وصواريخ "فادي" التي بدأ الحزب باستخدامها هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، هي صواريخ أرض ـ أرض مساحية وليست نقطية، أي تصيب مساحات واسعة لا نقاطاً محددة.
ويبلغ مدى صاروخ "فادي 1" 80 كيلومتراً، و"فادي 2" 105 كيلومترات، فيما لم يتم الكشف عن مدى نسختي "3" و"4" منه، لكن ترجيحات تشير إلى أنهما أكثر تطوراً وأبعد مدى من سابقتيهما. وهذا هو ثاني استهداف من "حزب الله" لمقر الموساد المذكور بعد أول استهداف في 25 سبتمبر المنصرم، والثاني كذلك لقاعدة غليلوت التي سبق أن أعلن استهدافها في 25 أغسطس/ آب الماضي، في إطار الرد على اغتيال إسرائيل للقائد في صفوف الحزب فؤاد شكر.
ورغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي فجراً بدء توغل بري جنوب لبنان، لم يُرصد أي غزو بري فعلي من القوات الإسرائيلية، فيما نفى حزب الله ادعاءات تل أبيب بهذا الصدد، مؤكداً أنه لم تقع أي اشتباكات مباشرة بين عناصره وجيش الاحتلال بجنوب لبنان، في وقت يقول مراقبون إن إعلان إسرائيل بدء الغزو البري هو خداع استراتيجي يأتي في إطار الحرب النفسية والإعلامية.
(الأناضول، العربي الجديد)