الجيش اللبناني ينفذ عملية دهم نوعية في مخيم شاتيلا

19 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 20:48 (توقيت القدس)
وحدات من الجيش اللبناني في برج البراجنة ببيروت، 29 أغسطس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نفذت وحدات الجيش اللبناني عملية دهم نوعية في مخيم شاتيلا، استهدفت مستودعًا لتخزين المخدرات، مما أدى إلى توقيف 55 شخصًا وضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة.
- تمكنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من توقيف أحد أخطر المطلوبين في الضاحية وبيروت، وضبط كميات من الكوكايين والأسلحة بحوزته.
- يكثف الجيش اللبناني عملياته لمكافحة المخدرات وضبط الحدود، بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، ضمن التزامات لبنان الدولية لتعزيز الأمن.

نفذت وحدات الجيش اللبناني بمؤازرة من مديرية المخابرات، اليوم الجمعة، عملية دهم نوعية في مخيم شاتيلا جنوبي بيروت لمستودع رئيسي تستخدمه إحدى العصابات لتخزين المواد المخدرة، ومنشأة مخصّصة لترويج هذه المواد على نطاق واسع في مناطق مختلفة، واشتبكت مع مطلوبين، ما أدى إلى إصابة عددٍ منهم. وبحسب بيان صادر عن الجيش اللبناني، جاءت المداهمة بعد عملية رصد ومتابعة أمنية متواصلة خلال الأشهر الماضية، وقد أدت إلى توقيف 55 شخصاً، بينهم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، وضبط كمية كبيرة من المخدرات، إضافة إلى أسلحة وذخائر حربية.

وأكد البيان أن المضبوطات سُلّمت وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختصّ، مشيراً إلى أن هذه العملية هي خطوة حاسمة في سياق الحملة المستمرة التي يقوم بها لمكافحة الاتجار بالمخدرات وملاحقة المتورطين في ترويجها والحدّ من خطرها على المجتمع. من جانبها، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، اليوم، عن توقيف أحد أخطر المطلوبين يُدير شبكة تصنيع وتوزيع المواد المخدّرة في الضاحية وبيروت.

وقالت في بيان: "توافرت معلومات لدى مفرزة استقصاء جبل لبنان في وحدة الدرك الإقليمي حول قيام أحد الأشخاص بتصنيع وتجارة المخدّرات، ويدعى ع. د. (مواليد عام 1994، لبناني) من أصحاب السوابق بتجارة المخدّرات، كما تبيّن أن المشتبه به يتنقّل بشكل دائم في محلة طريق المطار، ويقوم بإدارة شبكة توزيع مخدّرات إلى المروّجين في مناطق مختلفة من طريق المطار، وشاتيلا، وبيروت، وهو مسلّح بشكل دائم، وقد تبيّن أن بحقه 3 ملاحقات قضائية بجرائم مخدّرات وشراء مسروق".

وأضافت أنه بعد تحديد مكان وجوده "وخلال محاولة إلقاء القبض عليه، وعند اقتراب العناصر منه أثناء وجوده على متن دراجة آلية، أقدم على شهر سلاحه الحربي وإطلاق نحو 40 طلقة نارية باتجاه القوة، ما اضطر العناصر إلى الرد، فأُصيب في ساقه وتم توقيفه". وأوضحت أن المتهم "نُقل إلى أحد المستشفيات للمعالجة وحالته مستقرة. وبتفتيشه والدراجة، ضُبط بحوزته حوالى 1,5 كلغ من مادة الكوكايين الخام، تستخدم في تصنيع حوالى 5 كلغ من الكوكايين، تُقدّر قيمتها بنحو 150 ألف دولار، وسلاح حربي مع 3 مماشط تحتوي على 100 طلقة، مسدسان مع 4 مماشط و98 طلقة، عصا كهربائية، مبلغ مالي وهاتف خلوي".

ويكثف الجيش اللبناني في الفترة الأخيرة عملياته الأمنية من أجل مكافحة الاتجار بالمخدرات في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك إلى جانب عمله على صعيد تطبيق خطة حصر السلاح بيد الدولة، وتشمل المخيمات الفلسطينية، التي بدأت بمراحلها الأولى، في بيروت والشمال والجنوب، بتسلم السلاح من الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير، ومهام أخرى على مستوى ضبط الحدود مع سورية.

ومساء أول من أمس الأربعاء، ضبط الجيش اللبناني إحدى أكبر كميات المخدرات داخل الأراضي اللبنانية، وشملت نحو 64 مليون حبة كبتاغون، و79 برميلاً من المواد الكيميائية المعدَّة لتصنيع المخدرات، وذلك بعد دهم منشأة في بلدة بوداي – بعلبك. وأعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، يوم الاثنين، عن عملية استباقية نوعية جرى خلالها الكشف عن شبكة تهريب دولية، وتوقيف رئيسها وأشخاص آخرين، وذلك بعدما كانوا طوال الأشهر الماضية قيد المتابعة.

وكشف الحجار عن ضبط 6 ملايين و500 ألف حبة كبتاغون و700 كلغ من الحشيشة كانت معدّة للتهريب إلى المملكة العربية السعودية عبر مرفأ بيروت، مشدداً على أن مكافحة الجريمة وحماية أمن اللبنانيين أولوية قصوى لكل الدول، ومكافحة المخدرات إحدى الأولويات الأساسية ولا غطاء فوق رأس أحد. وتأتي هذه العمليات التي تطاول بشكل أساسي مناطق محسوبة على حزب الله ومجموعات لطالما اتهم بحمايتها أو تأمين ممرات آمنة لها، في إطار التزامات لبنان الدولية في ظل جملة الإصلاحات المطلوبة منه للحصول على الدعم الخارجي لإعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، وضمنها الواردة في الورقة الأميركية التي أقرّ لبنان أهدافها في أغسطس/آب الماضي، علماً أنها لم تنل موافقة إسرائيل التي تُعد شرطاً أساسياً لتطبيقها إلى جانب موافقة سورية.

وتتضمن الورقة في فصلها الثالث "العمل المشترك ضد تهريب المخدرات"، وتهدف إلى تحديد وتفكيك سلاسل إمداد المخدرات عبر الأراضي اللبنانية، تعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في عمليات الاعتراض، تحسين التنسيق عبر الحدود مع السلطات السورية تحت إشراف دولي، إنشاء إطار متعدد الأطراف لمكافحة المخدرات بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج والأمم المتحدة.

المساهمون