"الدعم السريع" تتقهقر إلى دارفور... فصل حاسم من الحرب

07 فبراير 2025
قوات من "الدعم" شمال الخرطوم، سبتمبر 2019 (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع أدى إلى انسحاب الأخيرة نحو دارفور، مما يثير مخاوف من تركز الحرب هناك بسبب تاريخ الإقليم في النزاعات الأهلية.

- تقدم الجيش السوداني في الخرطوم وولاية الجزيرة تسبب في تراجع قوات الدعم السريع، مما أدى إلى خلافات داخلية وانتقادات للقيادة، بينما دعا قائد الدعم السريع للتركيز على الأهداف وعدم الاعتداء على المدنيين.

- الجيش السوداني وضع استراتيجية لاستعادة المدن، مما أدى إلى تطويق قوات الدعم السريع وقطع الإمدادات، بينما يفكر بعض قادة التمرد في الهروب لدول الجوار، وسط تحذيرات من تداعيات إقليمية خطيرة.

مع تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، تزايد انسحاب مجموعات كبيرة من مقاتلي "الدعم السريع" نحو جنوب الخرطوم وأم درمان للتوجه غرباً إلى ولايات دارفور، والتي تشهد بدورها معارك ضارية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الجيش في الإقليم، وسط معارك مع القوات المساندة للجيش وغارات جوية وقصف مدفعي متبادل وعمليات كر وفر تصل حتى مثلث الحدود السودانية الليبية التشادية. ويثير احتمال تركز الحرب في دارفور خلال المرحلة المقبلة، مخاوف عدة، أخذاً بعين الاعتبار خصوصية الإقليم. ولدى إقليم دارفور تاريخ من الحروب والنزاعات الأهلية، ويخشى مراقبون من أن يشتعل مجدداً مثلما حدث على مر السنوات الماضية، عندما حمل عدد من أبناء الإقليم السلاح في العام 2003 وشكلوا حركات مسلحة ضد الحكومة السودانية احتجاجاً على التوزيع غير العادل للسلطة والثروة والتهميش. ومن أجل قمعهم استعان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير حينها بمليشيات قبلية عرفت باسم "الجنجويد" (عصابات قبلية) التي كانت تقاتل مع الحكومة خلال الحرب في دارفور، والتي تكونت منها لاحقاً قوات الدعم السريع. 

وكانت النتيجة أن تكبدت دارفور خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، حيث لقي نحو 300 ألف شخص مصرعهم، فيما تم تشريد الملايين، ولجأ نحو 400 ألف شخص منهم إلى مخيمات في دولة تشاد المجاورة حسب بيانات الأمم المتحدة. وبعد ذلك وقعت حركات رئيسية في الإقليم في 31 أغسطس/آب 2020 اتفاقاً في جنوب السودان مع الحكومة السودانية السابقة برئاسة عبد الله حمدوك، وتم تعيين قادتها في الحكومة، الأمر الذي قاد إلى استقرار نسبي في الإقليم. وعقب وقوع الخلاف بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه حميدتي واندلاع الحرب في 15 إبريل/نيسان 2023 اصطفت هذه الحركات إلى جانب الجيش لقتال عدوها التاريخي "الدعم السريع". مع العلم أن المليشيات عرفت باسم قوات الدعم السريع رسمياً في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير في العام 2013. وفي يناير/كانون الثاني 2017 أجاز البرلمان السوداني مشروع قانون خاص بهذه القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) الخاضع لعقوبات أميركية منذ السابع من يناير 2025.

تقدم للجيش على حساب "الدعم السريع"

وتسيطر "الدعم السريع" منذ الأشهر الأولى للحرب على أربع من جملة خمس ولايات في إقليم دارفور، وهي ولاية جنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا، ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، ولاية شرق دارفور وعاصمتها الضعين، ولاية وسط دارفور وعاصمتها زالنجي، مع وجود مناطق خارج سيطرتها تقع تحت قبضة حركة تحرير السودان التي يقودها عبد الواحد محمد نور، وتتمركز في جبل مرة وهي منطقة وعرة تمتد في عدة ولايات بإقليم دارفور.
وفشلت "الدعم السريع" في السيطرة على الولاية الغربية الخامسة وهي شمال دارفور وعاصمتها مدينة الفاشر، وتضم الولاية مناطق أيضاً تحت سيطرة مجلس الصحوة الثوري بقيادة الزعيم الأهلي موسى هلال الموالي للجيش. وتخوض "الدعم السريع" معارك مستمرة للسيطرة على الفاشر، وتواجه هناك الفرقة السادسة التابعة للجيش مدعومة بقوات من الحركات المسلحة الموقّعة على سلام مع الحكومة.

شن الجيش السوداني في الأيام الماضية هجمات متواصلة وأحرز تقدماً كبيراً في مدينة الخرطوم بحري

وشن الجيش السوداني في الأيام الماضية هجمات متواصلة وأحرز تقدماً كبيراً في مدينة الخرطوم بحري، الضلع الآخر للعاصمة الخرطوم، إلى جانب تقدم أكبر في ولاية الجزيرة ووصل منها إلى مناطق متاخمة لولاية الخرطوم، وقاد ذلك إلى انسحاب مجموعات من "الدعم السريع" إلى مناطق متفرقة، وفقدت قائدها في الجزيرة عبد الله حسين الذي قُتل في الثالث من فبراير/شباط الحالي. وقالت مصادر محلية في جنوب الخرطوم لـ"العربي الجديد"، إن هناك حركة مستمرة لمقاتلي "الدعم السريع" من وسط وجنوب شرق المدينة نحو أحياء الكلاكلة وطيبة الحسناب وجبل أولياء أقصى جنوب الخرطوم. وأضافت المصادر أن شاحنات وسيارات تمر باستمرار وهي تحمل مقاتلين متوجهة نحو جسر خزان جبل أولياء للعبور من الضفة الشرقية للنيل إلى الجانب الغربي نحو مدينة أم درمان المجاورة. وأكد شهود عيان في قرى قريبة من الخرطوم من الناحية الجنوبية، أن أعداداً كبيرة من مقاتلي "الدعم السريع" غادرت القرى الواقعة قرب مدينة القطينة في ولاية النيل الأبيض القريبة من العاصمة متوجهة إلى الشمال نحو جبل أولياء.

ويمثل جسر خزان جبل أولياء الذي سيطرت عليه "الدعم السريع" في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 المعبر الوحيد إلى مدينة أم درمان في جنوب الخرطوم، ولا يوجد جسر آخر جنوباً إلا في مدينة الدويم الواقعة تحت سيطرة الجيش في ولاية النيل الأبيض المتاخمة. وتسبّب التقدم المتسارع للجيش في نشوب خلافات ومشادات كلامية عنيفة بين مقاتلي "الدعم" على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، ونشر مقاتلون مقاطع على منصتي "تيك توك" و"إكس" يتوعدون فيها ناشطين ومقاتلين تابعين لهم بسبب انتقادهم قيادة "الدعم السريع" وزعيمها حميدتي عقب الهزائم الأخيرة في الجزيرة والخرطوم بحري، بينما رد مقاتلون آخرون بالتأييد للناشطين وطالبوهم بقول ما يريدون. وتأتي الخلافات عقب إقرار قائد "الدعم"، محمد حمدان دقلو، بخسارة قواته مناطق لصالح الجيش في العاصمة الخرطوم أخيراً، ودعوته في خطاب مسجل يوم 31 يناير الماضي قواته إلى عدم الالتفات إلى المواقع التي استعادها الجيش، والتركيز على ما يريدون هم السيطرة عليه. بدوره، دعا مستشار قائد "الدعم السريع" عمران عبد الله، في رسالة مصورة على "إكس" يوم 3 فبراير الحالي، مقاتلي "الدعم" إلى طاعة القادة والمسؤولين عنهم وعدم الانسحاب بدون تعليمات، وعدم الاعتداء على المدنيين غير المشاركين في المعارك.

معتصم عبد القادر: حزم كثير من قيادات وعناصر التمرد وأسرهم، أمرهم في التوجه إلى تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان

هروب نحو دول الجوار؟

وفي هذا الصدد، قال المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية اللواء معتصم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إنه منذ بداية الحرب وضع الجيش استراتيجية شاملة لكل منطقة عسكرية ولأي معركة، وبدأ التطبيق بالاستيلاء على محلية كرري بأم درمان واتخاذها قاعدة للانطلاق نحو بقية محليات العاصمة وتدمير مقر القيادة والسيطرة لـ"الدعم السريع" وسط الخرطوم، مما أربك خططها وتحركاتها. وأضاف أنه تم إخراج قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من مقر القيادة العامة إلى بورتسودان التي تم اتخاذها مقراً لحشد الموارد وإدارة وكسب المعركة والانطلاق خارجياً لكسب التأييد الدولي.

ورأى عبد القادر أن كل هذه الجهود أثمرت عن تمكّن الجيش في البدء من استعادة المدن والولايات الواحدة تلو الأخرى في زمن قياسي، وتضمنت الجهود فرض تطويق محكم على "الدعم" في الوسط والخرطوم من الولايات المتاخمة من كافة الاتجاهات، مما قطع خطوط الإمداد والتموين والذخيرة والوقود عنها. وأشار إلى أن استهداف القيادات العليا والوسيطة والميدانية أدى لمقتلها أو استسلامها، لذلك لم تجد المليشيا مناصاً إلا الهروب نحو الولايات الغربية للبلاد، ولكن بعد استعادة مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان وتحشيد الجيش والقوة المشتركة نحو الفاشر، لم يعد الهروب إلى ولايات دارفور وكردفان ملاذاً لعناصر "الدعم"، "إذ يبدو أن استمرار العمليات بهذه الوتيرة سيجعل مدن دارفور وكردفان تعود لسيطرة الدولة بنفس طريقة ولايات الوسط والخرطوم". وأضاف: "لذلك حزم كثير من قيادات وعناصر التمرد وأسرهم، أمرهم في التوجه إلى تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان"، معتبراً أن "دخول هذه العناصر إلى تلك الدول سيؤثر على الأوضاع الأمنية فيها في أثر مباشر لتورطها في دعم التمرد على الدولة السودانية".

أحمد حسين: لا نرى أي خطورة في انتقال الحرب إلى إقليم دارفور، بل ما يحصل يعجّل بحسم المعركة

من جهته، قال المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات مسلحة موقّعة على سلام مع الحكومة) المقدم أحمد حسين، إنهم لا يرون أن الحرب ستنتقل إلى دارفور، وإن "ما يحدث هو نتيجة الزحف العسكري والذي بدأ من المحاور الشرقية والشمالية للبلاد، والذي أجبر المليشيات ومرتزقتها على التراجع والبحث عن مخارج من مناطق الشدة والمناطق شبه المقفولة إلى مناطق مفتوحة نوعاً ما، وهي إقليما كردفان ودارفور". وأضاف حسين في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الشكل المقبل للحرب ليس مختلفاً عن السابق، والمشهد العسكري أيضاً أصبح واضحاً جداً بأن الموازين في الواقع الميداني باتت تتغير لصالح الصف الوطني. وأشار إلى أنه منذ سقوط قاعدة زرق العسكرية التابعة لـ"الدعم السريع" شمال دارفور في ديسمبر/كانون الأول 2024 (وهي قاعدة استراتيجية كبيرة للمليشيات) لم تربح المليشيا معركة واحدة. وذكر حسين أن أهمية القاعدة انعكست على المعارك سواء في دارفور أو في بقية المحاور، بل فقدت "الدعم" بعدها عدة مناطق تسيطر عليها، منها منطقة مدو، دري شقي، ود مدني، مصفاة الجيلي وآخرها مدينة أم روابة، "لذلك لا نرى أي خطورة في انتقال الحرب إلى إقليم دارفور، بل ذلك يعجّل بحسم المعركة". وتابع: "أما في ما يخص هروبهم إلى دول الجوار، فنحن لم ولن نتركهم مهما كان الأمر، سوف نطاردهم ونلاحقهم حتى إذا ذهبوا إلى السماء".

عودة "الدعم السريع" إلى حواضنها

من جهته رأى الكاتب والباحث ذو النون التجاني، في حديث لـ"العربي الجديد" أن هزيمة "الدعم السريع" في الخرطوم ووسط السودان، سوف تجعل من تبقى من عناصرها يعودون نحو حواضنهم الاجتماعية، خاصة في دارفور، ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من العنف والاقتتال، الذي قد يبلغ درجة انفصال دارفور. وأضاف أن الحديث عن هاتين الفرضيتين يحتاج إلى النظر بعوامل مختلفة، اجتماعية وسياسية وأطماع داخلية وخارجية، وعوامل أخرى لديها تأثير مباشر على تلك الفرضيات، وأهمها الدوافع والأسباب الداخلية التي أسست لهذه الحرب المدمرة، بعد إضافة المطامع الاقليمية والدولية في الموارد السودانية بسبب الرؤية القاصرة لتلك الدول والجماعات. وأوضح أن ولايات دارفور تضم عدداً كبيراً من المجموعات القبلية والاجتماعية والإثنية، التي استقر بعضها بها منذ أمد طويل ومجموعات أخرى وفدت حديثاً، موضحاً أنه منذ تأسيس السلطنة في دارفور، على يد سليمان سلونقا (العربي في العام 1605) تطور لديها نظام إداري متكامل ذو هياكل متماسكة، لإدارة المجموعات السكانية المتنوعة داخل الحيز الجغرافي للسلطنة، وأسسه كيفية إدارة ملكية الأرض وهو ما عرف بنظام الحواكير. وأشار إلى أنه في عصر الدولة السودانية ما بعد الاستقلال (1956) كانت هناك ثلاث عمليات تهجير استيطاني لها كان لها تأثير على ما يحصل اليوم.

وذكر التجاني أن دارفور تقسم بصورة عامة إلى مجموعتين كبيرتين، مجموعات القبائل الأفريقية (الزرقة) ومجموعات القبائل العربية (البقارة)، مبيناً أن الحكومات، مثل حكومة حزب الأمة (بين 1986-1989)، عمدت إلى استقدام مجموعات سكانية أخرى من تشاد وغرب أفريقيا لتغيير الميزان الانتخابي لصالحهم، ثم جاء نظام عمر البشير، وساعد في تمكين ذلك المشروع الاستيطاني بسبب الجهل بتلك المكونات وأجندتها السياسية والاجتماعية، والرؤية الزائفة بالقدرة على السيطرة على مثل هذه الجماعات. وأوضح أنه وفق ذلك يمكن النظر إلى هزيمة مليشيات "الدعم السريع" وسط السودان وعودتها إلى دارفور بأنها عنصر اقتتال في المستقبل القريب من أجل البقاء، والعمل على "إقامة دولة" خاصة بها، لكنه أشار إلى أنه بسبب موروث العنف الذي قامت به مجموعات بعينها ضد مجموعات سكانية أخرى لتهجيرها قسرياً فإن التفكير بإقامة دولة مستقلة بدارفور ضرب من ضروب المستحيل، لأن التاريخ الدموي الذي شهدته مناطق دارفور المستهدفة بعمليات الاستيطان، في وسطها وغربها خصوصاً، يجعل معظم أهل دارفور يتوحدون بصورة كاملة ضد تلك المجموعات لهزيمتها.

ورأى التجاني أن حرب 15 إبريل 2023 وحدت الوجدان السوداني وعملت على زيادة الإحساس بقيمة الوطن والدولة الوطنية بعيداً عن أي تمايزات أو تراكمات سابقة، معتبراً أنه يمكن القول بصورة معقولة إن إحدى نتائج هذه الحرب هي بداية تأسيس الجمهورية السودانية القائمة على المواطنة بعيداً عن أي عوامل أخرى. وحسب رؤيته فإن هناك عاملاً آخر يجب وضعه بالحسبان، هو الخسائر البشرية الضخمة التي تكبدتها حواضن "الدعم السريع" داخل وخارج السودان، ما يجعل تلك المجموعات ترفض إرسال شبانها للقتال، خصوصاً وأنها تعتمد في بقائها عليهم. ونبّه إلى أنه من جانب آخر فإن الرؤية السياسية والعسكرية لقيادة الدولة والمجموعات العسكرية الحليفة، خاصة القوات المشتركة، تدرك أن إيقاف المعركة مع هذه المليشيات يعني تأجيل الحرب لفترة أخرى لتعود أكثر عنفاً وضراوة، "وعليه يمكن القول إن اشتعال حرب قبلية مدمرة تؤدي إلى انفصال دارفور أمر مستبعد".

انتقال الحرب لدارفور كان متوقعاً

ورأى الصحافي مجدي كنب، أن انتقال المعارك إلى دارفور كان متوقعاً منذ بداية الحرب لأسباب عسكرية متعلقة بتكتيكات الجيش السوداني، وأخرى إثنية، باعتبار أن دارفور الإقليم يمثل موطن الحاضنة الاجتماعية لـ"الدعم السريع"، وهي التي ترفده بالمقاتلين. وأوضح كنب، لـ"العربي الجديد"، أن الإقليم شهد حرباً ضروساً منذ سنوات هددت حتى الأمن الإقليمي، علاوة على آثارها الاجتماعية والاقتصادية على السودان. وأشار إلى أنه، وفي ظل التطورات في المشهد السياسي العالمي والصراع على الموارد خصوصاً في أفريقيا، لا يعتقد "أن دورة أخرى من الصراع المسلح في دارفور ستمضي بعيداً". واعتبر أن "المحركات والمحفزات التي تغذي الصراع الداخلي خارجية، وهي نفسها متعددة الأطراف وتتقاطع مصالحها. وحتى إن اقتصر النزاع على المكونات المحلية فإنه لن يستمر طويلاً في ظل توازن القوى العالمي والإقليمي الحالي".

لكن الكاتب والمحلل السياسي صلاح مصطفى أعرب عن اعتقاده أن "تركز الحرب بدارفور سيكون له تداعيات إقليمية خطيرة وسيهدد دول الجوار"، محذراً من إمكانية دخول مجموعات إرهابية ومليشيات على خط الحرب، جراء استعانة "الدعم السريع" بكل حلفائها في دول الجوار. كما حذر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، من أن "ماضي الإقليم المشحون بالنزاعات القبلية يهدد بإعادة اشتعال دارفور"، معتبراً أن "الفرق سيكون أن الحكومة كانت تستعين بالدعم السريع ضد الحركات المسلحة، والآن تستعين بذات الحركات المسلحة ضد الدعم السريع، مع وجود حركات محايدة مثل حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور، والتي ربما تنخرط في الصراع إذا تفاقم".

المساهمون