الضفة الغربية | شهيد في مخيم العين بنابلس واقتحام الجلزون
استمع إلى الملخص
- تعرضت بلدة ترمسعيا لاعتداءات من المستوطنين على قاطفي الزيتون، مما أدى إلى إصابات، وشهدت مناطق أخرى اعتداءات مشابهة، مثل سرقة الزيتون وتجريف الأراضي.
- اعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينيًا، بينهم أطفال، وتعرض مزارعون في الخليل لاعتداءات عنيفة، في ظل تصاعد الاعتداءات منذ بدء الإبادة في غزة.
مداهمات واعتقالات وعمليات احتجاز طاولت عشرات المواطنين
صوافطة لـ"العربي الجديد": الاقتحام شهد تعزيزات عسكرية كبيرة
تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، استشهاد مواطن فلسطيني في مخيم العين بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة إثر إصابته برصاص الاحتلال. كما فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، شقة سكنية خلال اقتحام استمر 13 ساعة لمدينة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وتخللته مداهمات واعتقالات وعمليات احتجاز طاولت عشرات المواطنين، إضافة إلى أعمال تجريف وتخريب للبنية التحتية في شوارع المدينة.
وأكدت الوزارة أن الشهيد ماجد محمد داود (42 عاماً) أصيب بعدة رصاصات في البطن والأطراف في مخيم العين. من جهته، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن ماجد محمد داود استشهد عقب المماطلة بنقله بعد إصابته برصاص الاحتلال، وأضاف أن أحد الشبان أصيب كذلك بشظايا الرصاص.
مخيم الجلزون
طوباس
وفي طوباس، قال أمين سر حركة "فتح" في المدينة، محمود صوافطة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاحتلال اقتحم طوباس قرابة الساعة السابعة من مساء أمس السبت، وشهد تعزيزات عسكرية كبيرة من جهات عدة. وبحسب صوافطة، انتشرت قوات الاحتلال بكثافة في شوارع المدينة، ونفذت مداهمات واقتحامات متكررة، وعمليات اعتقال واحتجاز للمواطنين، بالتزامن مع تجريف للشوارع، ما أحدث دماراً واسعاً في البنية التحتية. وأشار صوافطة إلى أن قوات الاحتلال فجّرت شقة سكنية في عمارة تعود لعائلة أبو زايدة، بعد أن أخرجت السكان منها، وذلك قبل أن تنسحب من المدينة. ولفت إلى أنّ ما يجري في طوباس يشبه ما حدث سابقًا في جنين وطولكرم، ضمن خطة إسرائيلية تستهدف مدن شمال الضفة الغربية. وقال إن قوات الاحتلال تنفذ منذ أشهر اقتحامات يومية للمدينة.
#شاهد| قوات الاحتلال تفجر شقة في مبنى سكني بمدينة طوباس شمال الضفة الغربية، وسط استمرار العدوان على المدينة منذ ساعات الصباح الأولى. pic.twitter.com/rJpBWyyAzD
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 19, 2025
وفي وقت سابق السبت، تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة جنديين بجروح متوسطة جراء انفجار عبوة ناسفة خلال عملية عسكرية له في مدينة طوباس. وقال في بيان: "قبل وقت قصير، وخلال نشاط هجومي لقوات جيش الدفاع في طوباس ضمن لواء مناشيه، ألقى مخرب عبوة ناسفة باتجاه القوة". وأضاف أنه "نتيجة لانفجار العبوة، أُصيب مقاتلان بجروح متوسطة ونُقلا لتلقي العلاج الطبي في المستشفى". وأكدت "كتيبة طوباس" التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن التفجير. وقالت الكتيبة في بيان مقتضب إن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة موجهة مضادة للأفراد في قوة مشاة عسكرية على مفرق تياسير وسط مدينة طوباس، "محققين إصابات مؤكدة".
اعتداءات المستوطنين
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بوقوع عدة إصابات، صباح الأحد، في بلدة ترمسعيا شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، جراء اعتداء المستوطنين على قاطفي الزيتون. وأكدت المصادر أنّ الاعتداء أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، بينهم سيدة مسنّة أُصيبت بحجر، حيث نُقلَت لتلقي العلاج، إضافة إلى إحراق أربع مركبات على الأقل خلال الهجوم. وأكدت المصادر أن متضامناً أجنبياً أصيب خلال اعتداء المستوطنين عليه في أثناء وجوده مع المزارعين في ترمسعيا. وأكد نائب رئيس مجلس قرية المغير، مرزوق أبو نعيم، لـ"العربي الجديد" أن مستوطنين اعتدوا صباح الأحد على قاطفي الزيتون من أهالي القرية، وقد أغلق جيش الاحتلال مدخل المغير خوفاً من فزعة الأهالي لقاطفي الزيتون.
إصابة متضامن أجنبي في بلدة ترمسعيا شمال رام الله بعد اعتداء المستوطنين على الأهالي والمتضامنين الأجانب. pic.twitter.com/jJGtiIzrOT
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 19, 2025
وفي سياق اعتداءات المستوطنين، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، أن مستوطنين هاجموا صباح اليوم قاطفي الزيتون في أراضي شرق قرية روجيب، شمال نابلس شماليّ الضفة الغربية. وذكر مليحات أن مستوطنين سرقوا ثمار الزيتون من أراضي الفلسطينيين في قرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله بالتزامن مع موسم القطاف.
من جهة ثانية، أوضح مليحات أن جرافة تابعة للمستوطنين شرعت، الأحد، في أعمال تجريف واسعة في الأراضي الواقعة بين قريتي برقة وبيت إمرين شمال غرب مدينة نابلس. وأشار مليحات إلى أن مجموعات من المستوطنين هاجمت صباح اليوم تجمع خلة السدرة البدوي الواقع شرق بلدة مخماس شمال شرق القدس، وأقدمت على إغلاق الطريق الموصل إلى التجمع، بينما قطع المستوطنون خطوط المياه التي تغذي الأهالي، وأدخلوا جراراً زراعياً إلى داخل التجمع، وحرثوا الأراضي الخاصة التابعة لبلدة دير دبوان، في خطوة تهدف إلى فرض سيطرتهم على المنطقة.
صور من انتشار قوات الاحتلال في محيط المنزل المحاصر وسط إطلاق للقنابل الغازية بشكل كثيف في مخيم العين غرب نابلس. pic.twitter.com/7CKPOCghAT
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 19, 2025
اعتقال 20 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية
في سياق منفصل، أكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، منذ مساء أمس وحتّى صباح الأحد، 20 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية، بما فيها القدس، بينهم ثلاثة أطفال وأسرى سابقون. ويواصل الاحتلال عمليات الاعتقال الممنهجة في الضفة، التي توزعت الليلة الماضية على محافظات نابلس، سلفيت، قلقيلية، رام الله.
وكان فلسطيني أصيب وزوجته في هجومٍ شنّه مستوطنون إسرائيليون، مساء أمس السبت، على مزارعين جنوب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وفي حديثٍ لوكالة "الأناضول"، قال الناشط أسامة مخامرة، المهتم بتوثيق اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي، إن عددًا من المستوطنين هاجموا مزارعين فلسطينيين في منطقة اشكارة، جنوب بلدة يطّا، واعتدوا عليهم بالضرب المبرّح. وأوضح مخامرة أن اعتداء المستوطنين أدى إلى "إصابة المواطن نبيل النواجعة وزوجته ريحان النواجعة برضوضٍ وكدمات، استدعت نقل الزوجة إلى مستشفى يطّا، بينما عولج الزوج ميدانيًا". وأشار إلى أن الاعتداء استهدف أيضًا أشجارًا وممتلكاتٍ للمزارعين، مضيفًا أن "منطقة اشكارة تتعرض لاعتداءاتٍ متكررة من قبل المستوطنين، وفي كل مرة يجري تخريب الممتلكات".
ومنذ بدء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وخلفت ما لا يقل عن 1054 شهيدًا فلسطينيًّا، ونحو 10 آلاف مصاب، فضلًا عن اعتقال أكثر من 20 ألفًا، بينهم 1600 طفل. وارتكبت إسرائيل، بدعم أميركي، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، أدت إلى مقتل 68 ألفًا و116 فلسطينيًا، وإصابة 170 ألفًا و200 آخرين، وتدمير 90 % من البنى التحتية في القطاع.