رئيس وزراء غرينلاند: لا نريد أن نكون دنماركيين ولا أميركيين

11 يناير 2025
إيجيدي وفريدريكسن خلال المؤتمر الصحافي في كوبنهاغن، 10 يناير 2025 (توم ليتل/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيجيدي، أن سكان الإقليم لا يرغبون في أن يصبحوا أميركيين، رغم تفهمه لاهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالجزيرة لموقعها الاستراتيجي، مشيراً إلى انفتاحه على التعاون مع واشنطن.

- تصريحات ترامب حول استخدام القوة أو الضغط الاقتصادي لضم غرينلاند أثارت قلق الدنمارك وأوروبا، حيث اعتبرتها تهديداً للأمن القومي الأميركي، مما دفع باريس وبرلين للتعبير عن رفضهما لتغيير الحدود بالقوة.

- شدد وزير خارجية الدنمارك على أهمية الحفاظ على وحدة المملكة، مؤكداً انفتاح بلاده على الحوار مع الولايات المتحدة لتعزيز التعاون في القطب الشمالي.

قال رئيس وزراء غرينلاند موتي إيجيدي، الجمعة، إنّ سكان الإقليم الواقع بالقطب الشمالي والغني بالمعادن لا يريدون أن يكونوا أميركيين، مشيراً إلى أنه مع ذلك يتفهم اهتمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالجزيرة، نظراً لموقعها الاستراتيجي وأنه منفتح على مزيد من التعاون مع واشنطن.

وجاءت تعليقات إيجيدي، بعد إعلان ترامب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنه لن يستبعد استخدام القوة أو الضغط الاقتصادي من أجل جعل غرينلاند، وهي إقليم شبه مستقل في الدنمارك، جزءاً من الولايات المتحدة. وقال ترامب إنها مسألة أمن قومي للولايات المتحدة.

واعترف إيجيدي بأنّ غرينلاند جزء من قارة أميركا الشمالية، و"مكان يراه الأميركيون جزءاً من عالمهم". وأضاف أنه لم يتحدث مع ترامب، لكنه منفتح على المناقشات في ما "يوحّدنا".

يشار إلى أن إيجيدي كان يدعو إلى استقلال غرينلاند، ويصوّر الدنمارك على أنها قوة استعمارية وأنها لم تعامل السكان الأصليين من عرقية الإنويت (الإسكيمو) بشكل جيد دائماً. وأكد إيجيدي، في مؤتمر صحافي، وبجانبه رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتا فريدريكسن، في كوبنهاعن، أمس الجمعة، أنّ "غرينلاند لشعب غرينلاند. لا نريد أن نكون دنماركيين، ولا نريد أن نكون أميركيين. نريد أن نكون غرينلانديين".

اهتمام ترامب بشراء الجزيرة الضخمة، التي يتجاوز حجمها مليوني كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 56 ألف نسمة، لم يتراجع منذ 2019. وبرر ترامب تصريحاته في مؤتمره الصحافي الأول، بعد موافقة الكونغرس على فوزه بالرئاسة، بذريعة أمن بلاده الاقتصادي، وباتت تصريحاته تثير هواجس وقلق الدنمارك وبعض أوروبا.

والتقطت باريس ما يجري للتعبير عن رفضها للغة التهديد من ترامب وضررها على مصالح وعلاقات ضفتي الأطلسي. كذلك فعلت برلين التي حذرت من أنه لا يجوز تغيير حدود الدول بالقوة، وأنّ على الدول التزام تطبيق مبادئ الأمم المتحدة وإعلان هلسنكي بهذا الشأن. ويشعر البلد الاسكندنافي الصغير (5.6 ملايين نسمة) بامتعاض من تصريحات ترامب ونجله، والمساهمة في إثارة لغط وشكوك جدية حيال ما ينتظر أوروبا عموماً في تحديات العلاقة مع الحليف الأميركي خلال الأعوام المقبلة.

في كوبنهاغن، المعنية بالسيادة على غرينلاند، شدد وزير خارجيتها لارس لوكا راسموسن ظهر الأربعاء على أهمية "المسؤولية الجماعية في الحفاظ على وحدة مملكة الدنمارك وحماية الجزء الخاص بنا في القطب الشمالي، في عالم يبدو أكثر غموضاً". راسموسن أكد أنّ بلده منفتح على الحوار مع الأميركيين لتعاون أوثق لضمان طموحاتهم".

ونقلت وسائل الإعلام المحلية قول رئيسة الحكومة ميتا فريدركسن: "غرينلاند ليست للبيع". وجاء ذلك وسط تحذيرات من أن الدنمارك قد تواجه أصعب أزمة دبلوماسية مع عقلية الصفقات الإجبارية في علاقتها بواشنطن بعد ولوج ترامب إلى البيت الأبيض.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)