فعاليات فلسطينية مندّدة باقتحام بن غفير زنزانةَ مروان البرغوثي

نظمت مؤسّسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وحركة فتح، اليوم الثلاثاء، وقفة ومسيرة في مدينتَي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية؛ رفضاً لاستهداف الحركة الأسيرة ورموزها في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي، الذي أبدت عائلته تخوفاتها وقلقها عليه بعد اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير زنزانته، الأسبوع الماضي. وانطلقت مسيرة من مركز البيرة الثقافي إلى شوارع مدينة رام الله وسط هتافات غاضبة، ورُفعت أعلام صفراء تحمل صور البرغوثي ولافتات تندّد بالاعتداء على الأسرى، وأخرى تندّد بالإبادة الجماعية في غزة وبالتجويع.

وقالت عائلة مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن "أكثر ما آلمها هو حالته التي ظهرت في ملامحه"، في الفيديو الأخير الذي نشره الاحتلال لاقتحام بن غفير زنزانته، وقالت زوجته، المحامية فدوى البرغوثي، للجموع التي احتشدت في ساحة مركز البيرة الثقافي في مدينة البيرة: "تألمنا كثيراً من هذه الحالة، تساءلنا هل هو أبو القسام (مروان البرغوثي) أم لا؟ هذا صعب، هذا ليس سهلاً على العائلة والأحبة والأصدقاء والشعب الفلسطيني".

وطالبت عائلة البرغوثي على لسان نجله عرب في حديث مع "العربي الجديد" على هامش الفعاليات، أخذ التهديدات التي أطلقها بن غفير تجاه والده على محمل الجد، وقال عرب: "نحن ننتظر من المؤسّسات ومن الجميع أخذ هذا التهديد على محمل الجد. فقدنا 76 أسيراً في العامين السابقين، عدا عن الحالات التي لم توثق من غزة ومن غيرها، يجب أن نأخذ التهديد على نحوٍ جديّ وأن تقف هذه الاعتداءات والتهديدات، ولكن الأهم هو وقف الإبادة على أهلنا في غزة لأنهم الأولوية لنا جميعاً".

وحول الفيديو الذي نشره الاحتلال قبل أيام لاقتحام بن غفير زنزانة البرغوثي، قال عرب إنه كان صادماً للعائلة، مؤكداً أنه لم يرَ والده منذ ثلاثة أعوام، وصُدم من حالة فقدان الوزن كثيراً، مؤكداً وجود خوف حقيقي عليه، وخصوصاً وأنه قد جرى الاعتداء عليه ثلاث مرات مختلفة في العام الماضي، وأنّه نُكِّل به وجوِّع واعتُديَ عليه منذ بداية الإبادة إلى اليوم.

وأضاف عرب مستدركاً: "لكنّنا نرفع رأسنا بالوالد، الذي وقف شامخاً أمام المحتل. لوالدي تاريخ خمسين عاماً من النضال من أجل الشعب الفلسطيني، قضى منها 30 عاماً في سجون الاحتلال، و7 سنوات من الإبعاد، وسنوات أخرى من التنكيل، ولم تكسره كل هذه السنوات، ولن تكسره، وهو يمثل الشعب الفلسطيني، ويستمد قوته من شعبنا الصامد".

وأكد عرب أن الفعاليات نُظمت للوقوف مع والده والأسرى كافّة، لكنه أكد أن البوصلة يجب ألا تنحرف حسب تعبيره، إذ إنّ الأولوية القصوى هي لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن مروان البرغوثي حالة تمثل الشعب الفلسطيني وتمثل الأسرى الفلسطينيين، وقال عرب: "الشعب يجوع وهو يجوع، الشعب يُنكل به وهو يُنكل به، ونريد إيقاف الإبادة الجماعية، هذه هي الأولوية القصوى لدينا، وكذلك أن نقف مع الأسرى الأبطال الذين عانوا في العامَين الأخيرَين، من كل أساليب التعذيب من الاحتلال".

بدورها، ورداً على سؤال حول توقع العائلة قيامَ الاحتلال بتصفية البرغوثي بعد تهديد بن غفير العلني له، قالت زوجته خلال مقابلة مع "العربي الجديد": "ما يحدث للشعب الفلسطيني هو تصفية لشعب بأكمله، وبالتالي ليس غريباً على هذا الاحتلال تصفية قادة ورموز هذا الشعب. ما يحدث من تقتيل وحرب إبادة واستهداف لكل طفل وامرأة وشيخ فلسطيني؛ يؤكد لنا أن الأسرى ليسوا في مأمن، وليسوا بعيدين عن هذه الحرب. الأسرى ومعهم أبو القسام جزء لا يتجزّأ من شعبنا الفلسطيني الذي يباد. وبالفعل هناك خطورة على كل الأسرى والمعتقلين".

وقالت المحامية فدوى: "إنّ العائلة حذرت منذ بداية حرب الإبادة وبداية العدوان على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، من أنّ هناك خطورة شديدة على حياة الأسرى، إلى أن وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 76 شهيداً"، مكرّرة أن صورة زوجها التي ظهرت قبل أيام كانت صادمة للوهلة الأولى ومؤلمة ومحزنة، وقالت البرغوثي: "إنّ تلك الصورة يجب أن تكون بمثابة إنذار للشعب الفلسطيني وكل المؤسّسات الدولية بأن هناك تصفيات في السجون، وأن الخطر قائم على حياة الأسرى".

وطالبت فدوى البرغوثي خلال كلمتها، بوضع مبادرة فلسطينية تقوم على أساس الوحدة الوطنية، وتوضع أمام كل العالم وكل الدول حتى تتبانها بدلاً من ترك العالم والدول الأخرى تبادر عن الفلسطينيين، وقالت: "لا يمكن أن نترك الآخرين يخطوا طريقنا بل أن نخطّ طريقنا بأنفسنا، وأن نضع مبادرتنا الفلسطينية المرتكزة على الوحدة الوطنية"، مؤكدة أن زوجها سيكون سعيداً إن سمع بخبر كهذا، وأن الشعب الفلسطيني متفق على برنامج وطني سياسي، إذ إنّه "لم يشكُ يوماً من ألم شخصي إنما ما أبكاه وآلمه دائماً هو قضية الشعب الفلسطيني، وانقسامه وعدم قدرته على لم الصفوف في هذه المعركة الكبرى".

واعتبر رئيس نادي الأسير، عبد الله الزغاري، في حديث مع "العربي الجديد" أن ما قام به بن غفير من تهديد للأسير البرغوثي هو إنذار حقيقي بتصفية قيادات الحركة الأسيرة عموماً، في ضوء ما يمارس من عمليات تعذيب ممنهجة؛ كان يشرف عليها بن غفير شخصياً، الذي يشكل حالة للإرهاب المنظم الذي تقوده حكومة يمينية متطرفة أيديها ملطخة بدماء المعتقلين من غزة والضفة، وأكد الزغاري أن البرغوثي لا يمثل شخصه بل يمثل الحركة الأسيرة، مطالباً المنظومة الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها.

بدوره، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في كلمة له: "إنّ السلوك الإسرائيلي والتصريحات من بعض رموز حكومة الاحتلال، وعلى رأسهم (بنيامين) نتنياهو، يجعلهم نموذجاً جديداً وآخر صيحة للنازيين والفاشيين الذين كانوا في أربعينيّات القرن الماضي، وآخر تلك التصريحات اقتحام بن غفير زنزانةَ البرغوثي"، معتبراً أنه سلوك سخيف، يعكس إفلاساً سياسياً وأخلاقياً، وأكد الرجوب أن الحركة الوطنية الأسيرة شكلت رافداً ثورياً نضالياً في كل محطات النضال الوطني، وشكلت مصدر عنفوان وتثوير ومصدر تضحية. وأن ما حصل مع مروان البرغوثي يؤكد صلابته في موقفه وصلابة كل الحركة الأسيرة، وما حصل معه يشكل نموذجاً لكل ما فعله بن غفير على مدار 22 شهراً مرت.

وحول الوضع السياسي، طالب الرجوب كل القوى السياسية بأن يكون لها وقفة، إذ "لا مستقبل إلّا بإنهاء الانقسام، ولا مستقبل إلّا بإنجاز وحدة وطنية ترتكز على وحدة مفهوم الصدام مع الاحتلال، وإجماع فلسطيني على وحدة المفهوم لشكل الدولة التي تقوم على الديمقراطية وحرية التعبير، وفيها سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد وتعدّدية سياسية، وشراكة وطنية من خلال صندوق الاقتراع".

أخبار

التحديثات الحية

بن غفير يقتحم زنزانة القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي ويهدده

ووجه الرجوب خطابه لحركة حماس قائلاً: "نحن في فتح نقول لكم تعالوا لنلتقي على كلمة حق، ونتفق على رؤيا لها علاقة بجني وحصاد ما قدمه الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، نحن جاهزون لنلتقي مع كل الفصائل على كلمة سواء لها علاقة بوحدة فلسطينية معبرة عن طموحاتنا وتطلعاتنا، وما حققناه على جدول أعمال العالم من دولة فلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وسلطةٍ هي جهاز خدماتي لكل الشعب"، وأضاف الرجوب: "نطالب العرب أن يخرجوننا من تجاذباتهم، وواجب على كل الدولة الغربية أن توفر كل أساس القوة والقدرة لصالح الشعب الفلسطيني، هذه مسؤوليتهم أولاً ومصلحتهم ثانياً، ونأمل أن تكون هناك مراجعة، ونظامنا السياسي نحن من يصيغه ونحن أسياد أنفسنا ولا أحد يفرض علينا نموذجاً، لا مبارك بيمشي في فلسطين ولا نموذج زين العابدين بيمشي في فلسطين".