استمع إلى الملخص
- انقسمت الإدارة الأميركية إلى معسكرين حول التعامل مع إيران: الأول بقيادة كوريلا الذي دعم الهجوم، والثاني فضل الحوار، حيث رجحت كفة الحوار في النهاية، رغم محاولات نتنياهو لتغيير موقف ترامب.
- يتمتع كوريلا بعلاقة قوية مع إسرائيل، حيث قاد جهوداً لتعزيز التعاون الإقليمي ونشر منظومات كشف متقدمة، مما ساعد في حماية إسرائيل، ويثير تساؤلات حول استمرار هذا النهج بعد انتهاء خدمته.
يُعد قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سينتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، "شخصية مفتاحية في منظومة الأمن الأميركية وحليفاً حقيقياً بالنسبة لإسرائيل"، وفقاً لما أورده موقع "واينت"، اليوم السبت، في تقرير سلّط فيه الضوء على شخصية كوريلا الذي يقود الجناح المؤيّد لشن هجوم عسكري إسرائيلي- أميركي مشترك على إيران.
وبحسب الموقع، فإنه منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كان الجنرال كوريلا هو من بادر إلى إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة، وعمل على تعزيز التعاون مع الجيش الإسرائيلي. وفي الأثناء، قبيل أشهر معدودة من موعد مغادرته المنصب، تحوّل إلى شخصية مركزية في المعسكر الداعم لهجوم إسرائيلي-أميركي مشترك على المفاعلات النووية الإيرانية، في مقابل أولئك الذين يفضلون داخل إدارة ترامب مواصلة الحوار مع طهران.
وفقاً للتقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز" أوّل من أمس، والذي كشفت فيه أن إسرائيل خططت لضرب المفاعلات النووية، ولكن إدارة ترامب أحبطتها، ذُكر أن الإدارة الأميركية انقسمت لمعسكرين اثنين: الأوّل الذي قاده كوريلا ودعم شن الهجوم، والثاني هو الذي تمسك بفرصة الحوار مع طهران؛ حيث رجحت كفة الأخير في النهاية، وبات ترامب بعد شهور من المباحثات الداخلية مؤيداً للدبلوماسية.
وعلى هذه الخلفية، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتيناهو، قد وصل إلى واشنطن في محاولة لتغيير موقف ترامب، غير أنه فشل. ووفقاً لمسؤولين إسرائيلين، صاغ الجيش خطة هجومية مزدوجة، تشمل مداهمة قوات الكوماندوز للمواقع النووية، إلى جانب شن هجوم جوي، غير أن هذه الخطة لم تكن جاهزة للتطبيق قبل أكتوبر. ولذلك سعت إسرائيل إلى دفع خيار آخر وهو هجوم جوي فقط، يستلزم مساعدة أميركية. وقد فحص كوريلا ومستشار الأمن القومي، مايك فالتس، كيف بإمكان الولايات المتحدة دعم العملية. وعلى إثر ذلك، بدأ ضخ العتاد العسكري للمنطقة، والذي شمل إرسال حاملتي طائرات، منظومتي الاعتراض "باتريوت" و"ثاد"، فضلاً عن قاذفات "بي 2" الخارقة للتحصينات، كجزء من الاستعداد لهجوم محتمل.
وبحسب ما أورده الموقع أمس، نقلاً عن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فقد "تبقت نافذة زمنية قصيرة، شهران فحسب، من أجل تدمير المفاعلات النووية"؛ وكما يدعي مسؤولون أمنيون إسرائيليون، وآخرون في البنتاغون، فإن "الإنجازات التي حققتها إسرائيل خلال الحرب، والضربة في إيران، فضلاً عن الأزمة الداخلية فيها، تخلق ظروفاً فريدة لشن هجوم ناجع". مع ذلك، فإن هجوماً كهذا "سيُعترض بصعوبات عديدة، ومن شأنه أن يكلف أثماناً باهظة، كما أن كوريلا سينهي منصبه قريباً ومن غير الواضح ما هو موقف المسؤول الذي سيخلفه في المنصب".
في غضون ذلك، لفت الموقع إلى العلاقة التي تربط كوريلا بإسرائيل؛ وهي علاقة بدأت عندما كان عمره 20 عاماً فقط، حين كان لا يزال ضابطاً شاباً؛ "حيث زار حينها تل أبيب لأوّل مرة في حياته وعلى مدى شهر كامل أجرى جولات في إسرائيل التي أحبها"، وفقاً للموقع. ومنذ ذلك الحين، زار كوريلا إسرائيل عشرات المرات، آخرها 15 مرّة في السنتين الأخيرتين.
قاد كوريلا في السنوات الأخيرة توجهاً فعلياً للتعاون الإقليمي. وبدلاً من إنشاء حِلف كالناتو، ركز قدرات متقدّمة تحت قيادة سنتكوم، بينها نشر منظومات كشف ورصد متقدمة ورادرات وقدرات أخرى في عدّة دول في المنطقة هدفت إلى مساعدة القواعد العسكرية في إسرائيل، وهو ما أطلقت عليه الأخيرة اسم "مظلة كوريلا"، التي أسهمت في صد الهجوم الذي شنّته طهران على تل أبيب في إبريل/ نيسان من العام الماضي، خلال ردها على استهداف قنصليّتها في دمشق.
بحسب ما ينقله الموقع عن مصادر، فإن كوريلا يتمتع بصفة واضحة أخرى: "القدرة الكبيرة على الانخراط في التفاصيل". وطبقاً لمسؤولين إسرائيليين فإن الجنرال الأميركي "يعرف بشكل وثيق جميع أنواع الأسلحة التي قدّمت لإسرائيل في ليل الهجوم الإيراني، وجميع مواقع منظومات الاعتراض".
وفي هذا الإطار، قال مسؤول إسرائيلي عنه إنه "لا يوجد مثيل لكوريلا. فبإمكانك إيقاظه ليلاً وسيجيبك وكأنه في امتحان مفاجئ ينال فيه درجة 90/100 وهي درجة لن ينالها حتّى ضباط إسرائيليون". وبحسب الموقع فإن كوريلا "يحافظ على التواصل الإنساني، وطالما تمسك بسماع رأي جنرالات إسرائيليين حتّى من المستوى المتوسط، وهو ما حوّله إلى شخصية تحظى بتقدير كبير ليس في تل أبيب فقط وإنما في داخل البنتاغون".
إلى جانب توجهه العملاني "أحدث كوريلا قفزة تكنولوجية غير مسبوقة في القيادة، فقد عيّن CTO مدنيّة - سكايلر مور - في منصب رفيع، وعزز البنى التحتية والشبكات وأقام قسماً تكنولوجياً فريداً". وفي المقابل، "واصل قيادة عمليات عسكرية يومية ضد الحوثيين في اليمن، والمليشيات العراقية والإيرانية..". وعلى إثر ما تقدّم، فإن السؤال الذي يقلق إسرائيل، بحسب الموقع، هو أنه عندما ينهي كوريلا منصبه، هل سيقود خلفه التوجه ذاته مقابل إيران؟".