هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في مخاض تشكيل الملامح: مَن يخلف برعام لنيابة هليفي؟

11 يناير 2025
رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، 27 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اضطرابات بعد استقالة نائب رئيس الأركان، أمير برعام، وسط تساؤلات حول استقالة محتملة لرئيس الأركان، هرتسي هليفي، وضغوط من وزير الأمن، يسرائيل كاتس، الذي أوقف التعيينات العسكرية.
- المرشحون لخلافة هليفي يتضمنون أيال زامير، أمير برعام، اللواء أوري غوردين، ورافي ميلو، مع اعتبار زامير الأوفر حظاً بفضل علاقاته مع نتنياهو.
- التوترات قد تؤدي إلى استقالات إضافية بين الضباط، مما يغير ديناميكيات التعيينات، مع اعتبار اللواء ديفيد ساعر-سلما مرشحاً لمنصب نائب رئيس الأركان.

تشهد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تخبّطاً في أعقاب رسالة الاستقالة التي بعث بها نائب رئيس الأركان، أمير برعام، أمس، فيما تُطرح أسئلة جوهرية أوّلها متى يتخذ رئيس الأركان نفسه خطوة مماثلة؟ وثانيها كيف ينوي وزير الأمن، يسرائيل كاتس، تعيين بديلٍ لبرعام، وهو الذي أوقف سلسلة التعيينات في الجيش الإسرائيلي، مشترطاً على الأخير تسليمه التحقيقات الداخلية حول فشل الجيش في التصدي لهجوم "كتائب القسام" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول؟ أمّا ثالثها فيتمحور حول هويّة الذي سيخلف برعام.
التقديرات التي نقلها موقع "واينت" مساء أمس، تشير إلى أن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، سيستقيل من منصبه عقب نشر تحقيقات الجيش حول الحرب وهو الذي سبق وأعلن ذلك أساساً ضمن اعترافه بالفشل وتحمله المسؤولية عنه. ما يعني أن موعد استقالة هليفي سيقع ضمن فترة محددة تمتد بين شهرٍ إلى شهرين. وعند تقديم استقالته، كما يلفت الموقع، من المزمع أن يطالب هليفي بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، خلافاً لرغبة كاتس، ورئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اللذين لم يتركا طريقة تعتب عليهما لإلقاء اللوم على المستويين الأمني والعسكري، لإعفاء المستوى السياسي من المسؤولية.

وفي هذا الإطار، فإن المرشحين الطبيعيين لخلافة رئيس الأركان، هما اثنان: أيال زامير، الذي يشغل اليوم منصب مدير عام وزارة الأمن، وبرعام الذي انتقد هليفي في رسالة استقالته المتوقع أن تدخل حيّز التنفيذ الشهر المقبل؛ إذ كتب أنه اتخذ قراره بالاستقالة بسبب "انخفاض شدّة القتال بشكل كبير، وبسبب أنني أشعر بمحدوديّة قدرتي على المساهمة (في الحرب)". إضافة إلى زامير وبرعام، يُطرح اسم قائد القيادة الشمالية، اللواء أوري غوردين، وقائد الجبهة الداخلية، رافي ميلو.
 

زامير المرشح الأوفر حظاً
طموح برعام لخلافة هليفي ألمح إليه في رسالته؛ حيث كتب أنه "في المستقبل، سأكون حاضراً لشغل أي منصب يُطلب مني". الطموح نفسه، يتفاعل في أروقة مكتب نتنياهو، وعلى ما يبدو أن فترة استقالة صغيرة ستؤهله لشغل منصب رئيس الأركان، لكونه يُعد الأوفر حظاً بين المرشحين. الشخص المقصود هُنا هو اللواء في الاحتياط، زامير، الذي شغل في السابق منصب السكرتير العسكري لنتنياهو.
في العموم، فإن ملامح هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في السنة القريبة من المتوقع أن يُحددها مخاض تليه سلسلة من الاستقالات لأولئك الذين كانوا في مراكز مهمة وتحمّلوا المسؤولية عن الفشل، وهم الذين كانوا سيترشحون في "أيام طبيعية"، لنيابة رئاسة الأركان. بين هؤلاء رئيس شعبة العمليات، عوديد بسيوك، وقائد القيادة الجنوبية، يارون فينكلمان، ورئيس شعبة الاستراتيجية، وقائد القيادة الجنوبية سابقاً، إليعيزر توليدانو.
وعملياً، فإن العاصفة التي تقترب، من شأنها إثارة بلبلة في هيئة الأركان العامة، وقد تكسر القوالب السائدة للتعيين، وعليه فإن اللواء ديفيد ساعر-سلما، الذي سيغلق هذا العام دائرة أربع سنوات في قيادة سلاح البحر، يُعد مُرشحاً محتملاً لنائب لرئيس الأركان.
كل ما تقدّم، يأتي بعدما أعلن وزير الأمن في الأسبوع الحالي، قراره بتأجيل عشرات التعيينات العسكرية من درجة عقيد وما فوق على خلفية "التأخير في تقديم التحقيقات"، وفي ضوء المواجهة الدائرة بينه وبين رئيس الأركان، "يبدو من الصعب حالياً تعيين نائب لهليفي خلفاً لبرعام"، كما يلفت الموقع.
مظليّون ولكن من "مجموعات" مختلفة
نشأ برعام وهليفي في الدفيئة ذاتها للواء المظليين، غير أن كليهما اعتبرا في السنوات الأخيرة ممثلين عن مجموعات مختلفة في هيئة الأركان العامة. بين الاثنين، انفجرت الكثير من الخلافات، سواء على مستوى طابع العمليات العسكرية، أو على مستوى بناء القوة، فيما ادعت أوساط برعام أن الخلافات عموماً كانت "مهنية وليست شخصية". كما ادعى هؤلاء أن الانتقادات التي وجهها برعام في الغرف المغلقة لهليفي كان يأخذها الأخير "في عين الاعتبار".
في الجيش أيضاً نفوا الشائعات التي بحسبها أقصى هليفي نائبه من بعض المجموعات الاستشارية الداخلية خلال الحرب، بدليل أن هليفي منح برعام تفويضاً حمّله فيه مهمة تطوير الجيش أمام وزارة المالية ولجنة ناجل، وتقوية العلاقات مع الأميركيين في الجوانب العملية، خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدها في الأسبوع الأخير، كما سلّمه مهمة تجنيد أكثر من عشرة آلاف حريدي للجيش.
برعام يعدّ واحداً من الضباط الذين لم يوفروا الثناء على هليفي في ساعات الحرب الصعبة، فقد أثنى عليه باعتباره "لم يتداع في السابع من أكتوبر" ولأنه "قاد الجيش في اللحظات الأقسى على الإطلاق". ولم يخفِ برعام إطلاقاً نيّته الترشح لمنصب رئيس الأركان القادم، وعلى الرغم من أنه كان النائب في فترة الإخفاق، فإن مناصبه السابقة، وخصوصاً قيادة المنطقة الشمالية، شفعت له، وأبعدته عن دائرة المسؤولين الرئيسيين عن الفشل الذي قاد للسابع من أكتوبر.