واشنطن: نتفهم مخاوف تركيا بشأن سورية

11 يناير 2025
جون كيربي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، 27 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد جون كيربي على تفهم الولايات المتحدة لمخاوف تركيا الأمنية في شمال سورية، مشيراً إلى أن الوجود الأميركي يهدف لمحاربة داعش، مع التعاون المحدود مع "قوات سوريا الديمقراطية" لتجنب زعزعة الاستقرار.
- شدد جون باس خلال زيارته لأنقرة على أهمية مغادرة "الإرهابيين الأجانب" من سورية، وأكد على التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة وتركيا لتحقيق الاستقرار الإقليمي والتركيز على عملية الانتقال السياسي.
- أوضح باس أن التعاون الأميركي التركي في عملية الانتقال ومغادرة الإرهابيين الأجانب أمر حيوي، مشيراً إلى أن الوجود العسكري الأميركي يهدف لمنع ظهور داعش مجدداً وتعزيز الأمن وتحسين الظروف للسوريين.

قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن واشنطن تتفهم المخاوف الأمنية لتركيا في شمال سورية. وأضاف كيربي، في تصريحات له، الجمعة، خلال إحاطة صحافية، أنّ الهدف الأساسي للوجود الأميركي في سورية، محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأوضح أنّ المباحثات بين تركيا والولايات المتحدة متواصلة بشأن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، رافضاً الخوض في تفاصيل هذه المباحثات. وأكد كيربي أنّ الولايات المتحدة تتفهم المخاوف الأمنية لتركيا في الشمال السوري. وقال: "بصراحة، مخاوف تركيا ليست مخاوف غير مبررة".

كيربي، أشار كذلك إلى أنّ التعاون الأميركي مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، "قائم فقط في إطار مكافحة داعش". ودافع عن استمرار الوجود العسكري الأميركي في سورية، مبرراً ذلك بأنّ "تنظيم داعش قد أُضعِف كثيراً، إلا أنه لا يزال يشكّل تهديداً نشطاً. لذلك، يتعاون جنودنا مع قسد، ولا توجد أي تغييرات في هذه المهمة". وأوضح المستشار الأميركي أنّ المسؤولين الأميركيين يفهمون المخاوف الأمنية لتركيا، ولكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن يروا أي خطوة قد "تجعل الوضع في شمال سورية أكثر عدم استقراراً مما هو عليه".

وفي السياق نفسه، أعرب وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية جون باس، خلال زيارته للعاصمة التركية أنقرة، عن تفهم بلاده للمخاوف الأمنية لتركيا. وشدد باس على ضرورة مغادرة "الإرهابيين الأجانب" الموجودين في الأراضي السورية. وفي تصريحات للصحافيين عبر تقنية "فيديو كونفرنس" عقب لقاءاته في أنقرة، تطرق باس إلى زيارته لتركيا والقضايا المطروحة على الأجندة المتعلقة بسورية. وأوضح أنّ لقاءاته في تركيا كانت "مثمرة وبنّاءة".

وأشار باس إلى أنّ المحور الرئيسي للنقاشات كان حول "عملية الانتقال السياسي في سورية بسلاسة"، والخطوات العملية لتحقيق ذلك. وأكد تفهم الولايات المتحدة لمخاوف تركيا بشأن الأمن ومكافحة الإرهاب. وقال باس إن البلدين يعملان بالتنسيق الوثيق في هذه القضايا. وأعرب عن حرص الطرفين على تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وفي رده على سؤال لمراسل وكالة الأناضول التركية عما إذا جرى التوصل إلى تفاهم بين تركيا والولايات المتحدة بشأن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، قال باس: "كما ذكر وزير الخارجية (أنتوني بلينكن) نحن متفقون مع الحكومة التركية والعديد من الحكومات الأخرى على أن سورية لا يمكن ولا ينبغي أن تكون في المستقبل ملاذاً آمناً للمنظمات الإرهابية الأجنبية أو الإرهابيين الأجانب". وأضاف: "نعتقد أن على أي إرهابي أجنبي موجود في سورية أن يغادر البلاد. ونرى أن معظم هؤلاء يجب أن يعودوا إلى أوطانهم أو الدول التي قدموا منها عبر عملية بالتعاون مع حكوماتهم، وأن يواجهوا العدالة بسبب أفعالهم".

وعلى الرغم من استخدام باس لعبارة "الإرهابيين الأجانب"، فإنه لم يوضح بدقة ما الذي يقصده بها، ولم يشر إلى ما إذا كانت تصريحاته تشمل عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

"المرحلة الانتقالية في سورية يجب ألا تشكل تهديداً لتركيا"

المسؤول الأميركي أكد أيضاً أنّ العنصر الأهم في عملية الانتقال بسورية هو "الاستقرار"، مبيناً أنّ هذه العملية "يجب ألا تشكّل تهديداً أمنياً لتركيا". وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستواصل العمل مع تركيا خلال هذه المرحلة أيضاً. وتابع باس: "التعاون بيننا في عملية الانتقال هذه وفي ما يخص مغادرة الإرهابيين الأجانب من البلاد، أمر في غاية الأهمية". وأوضح: "يجب أن نضمن ألا تؤدي هذه العملية إلى مزيد من الفوضى في سورية، وألا تخلق فرصاً جديدة لداعش، لاستئناف أنشطته الإرهابية".

وفي هذا السياق، قال المسؤول الأميركي إن الوجود العسكري لبلاده في سورية، يهدف إلى "منع ظهور داعش مجدداً كتهديد إقليمي". وأفاد بأنّ تعاون واشنطن مع "قسد" يندرج أيضاً في إطار "مكافحة داعش". وأشار باس إلى أن "العناصر الإرهابية الأجنبية، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني، تستغل الوضع في سورية من وقت لآخر". وشدد على ضرورة ألا يشكل هذا الوضع تهديداً لتركيا أو لجيران سورية الآخرين. وأكد باس أنّ الولايات المتحدة ستسعى لتقديم الدعم الممكن لعملية الانتقال في سورية، وستعمل على اتخاذ خطوات من شأنها تعزيز الأمن في جميع أنحاء البلاد وتحسين الظروف لجميع السوريين.

(الأناضول، العربي الجديد)