جنوب الصين يتأهب لإعصار راغاسا: تعطيل العمل والمدارس والمواصلات

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 14:27 (توقيت القدس)
يضع شريطاً لاصقاً على مطعم في مدينة تشوهاي جنوبي الصين، 23 سبتمبر 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدرت السلطات الصينية أوامر بتعطيل العمل والمدارس والمواصلات في شنتشن ومدن أخرى بسبب اقتراب الإعصار راغاسا، مع تعليق الإنتاج الصناعي والتجارة.
- في هونغ كونغ، تم إصدار ثالث أعلى مستوى من التأهب، وفتح 46 مأوى مؤقتاً، مع توقعات بارتفاع مستويات المياه حتى أربعة أمتار.
- شهدت هونغ كونغ اضطرابات في المطار وإلغاء أكثر من 500 رحلة، مع إفراغ رفوف المتاجر من الإمدادات، وتوقعات بوصول الإعصار صباح الأربعاء.

أمرت السلطات الصينية، اليوم الثلاثاء، بتعطيل العمل والمدارس والمواصلات في شنتشن وحوالي عشر مدن رئيسية أخرى بجنوب البلاد، بسبب اقتراب الإعصار راغاسا الذي يشكل "تهديداً خطيراً" وفقاً للسلطات في هونغ كونغ، ويمكن مقارنته بأكثر العواصف تدميراً في تاريخ المنطقة الحديث. وقالت السلطات في منطقة شنتشن في بيان: "من المتوقّع أن يُسبّب الإعصار آثاراً وخيمة من الرياح والأمطار والأمواج والفيضانات ابتداء من ليلة 23 سبتمبر/أيلول"، مشيرة إلى أنّه "باستثناء فرق الإنقاذ ومقدّمي الخدمات الأساسية، يُرجى عدم الخروج إلا للضرورة".

ويقطن هذه المدن عشرات الملايين من السكّان. كما أمرت السلطات في هذه المناطق الواقعة في مقاطعة قوانغتشو بتعليق الإنتاج الصناعي والتجارة. ودخل بعض هذه الإجراءات حيّز التنفيذ، صباح الثلاثاء، بينما سيبدأ سريان بعضها الآخر تدريجياً مع اقتراب راغاسا من الساحل الصيني. ووفق المرصد الجوي في هونغ كونغ، يولّد الإعصار راغاسا رياحاً بسرعة قصوى مستمرة تبلغ 220 كيلومتراً في الساعة في مركزها أثناء تحرّكها غرباً عبر بحر الصين الجنوبي الثلاثاء.

وأصدرت هذه الهيئة ثالث أعلى مستوى من التأهّب للإعصار (T8) عند الساعة 14:20 بعد الظهر (06:20 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء، بينما من المقرّر أن تغلق الشركات وتقلّص خدمات النقل أو حتى يجري تعليقها. وقال المرصد الجوي إنه "من المتوقع أن يبدأ الطقس بالتدهور بسرعة في وقت لاحق اليوم، مع اشتداد الرياح بسرعة"، مضيفاً أنّ "سرعة العاصفة" قد تؤدي إلى رفع مستويات المياه بما يصل إلى أربعة أمتار بحلول صباح الأربعاء.

ودعت السلطات السكان في مناطق منخفضة إلى توخي الحذر من الفيضانات، بينما فتحت 46 مأوى مؤقتاً. كذلك، أُقيمت حواجز وممرات مرتفعة. وقالت يانغ لي أو، وهي امرأة في السبعينيات تعيش في لي يو مون، في شرق جزيرة هونغ كونغ، لوكالة فرانس برس، إنّه خلال إعصار قوي سابق، ارتفع مستوى المياه إلى أعلى القدمين.

قتيلان في الفيليبين قبيل وصول "راغاسا" إلى الصين

قبل ساعات، أدى الإعصار إلى سقوط أشجار واقتلاع أسقف العديد من المباني أثناء اجتياحه شمال الفيليبين حيث لجأ آلاف الأشخاص إلى مدارس ومراكز إجلاء. ولقي شخصان حتفهما في انزلاق تربة. وفي شمال هونغ كونغ، أصدرت مدينة شنغن أوامر بإجلاء 400 ألف شخص. وحذر المسؤول الثاني في هونغ كونغ إريك تشان، أمس الاثنين، من أنّ "راغاسا سيشكل تهديداً خطيراً لهونغ كونغ، وقد يصل إلى مستويات هاتو في عام 2017 ومانغخوت في عام 2018"، في إشارة إلى الإعصارين الهائلين اللذين تسبب كل منهما في أضرار مادية بمئات الملايين من الدولارات.

في الأثناء، سيبقى مطار هونغ كونغ مفتوحاً، لكن ستكون هناك "اضطرابات كبيرة" الثلاثاء من الساعة 18:00 (10:00 بتوقيت غرينتش) حتى الأربعاء، بحسب ما أفادت هيئة المطار. ومن المتوقع إلغاء أكثر من 500 رحلة جوية تابعة لشركة طيران هونغ كونغ "كاثاي باسيفيك".

رفوف فارغة 

سارع سكان هونغ كونغ الذين يبلغ عددهم 7,5 ملايين نسمة، إلى تخزين الإمدادات قبل وصول الإعصار، ما أدى إلى إفراغ الرفوف في المتاجر. وقال الطالب الصيني تشو ييفان (22 عاماً) "من المؤكد أن هناك ما يثير القلق". من جهتها، قامت زوي تشان بتكديس أكياس الرمل أمام متجر الألبسة الخاص بها في شارع وان تشاي. وقالت إنّها تتوقع أن "يُدمّر" متجرها بفعل الأضرار التي ستسببها المياه.

وكانت بورصة هونغ كونغ قد غيّرت قواعدها هذه السنة لإبقاء الأسواق مفتوحة أثناء الأعاصير، حيث أفادت الهيئة المشغّلة وكالة بلومبيرغ بأنّها "تراقب الوضع من كثب". وتعني كلمة "راغاسا" بالفيليبينية "الحركة السريعة". وسيكون هذا الإعصار أكثر قرباً من هونغ كونغ وماكاو صباح الأربعاء، وفقاً للأرصاد الجوية الصينية.

ومساء الاثنين، كانت رفوف اللحوم الطازجة والخضر شبه فارغة في أحد المتاجر الكبرى في منطقة باوان، وفقاً لمراسل "فرانس برس". وأعلنت سلطات السكك الحديد في قوانغتشو أنّه لن تشغّل أي قطارات الأربعاء، بحسب ما أفادت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست". ويقول العلماء إنّ تغير المناخ يتسبب في أحداث مناخية متطرّفة بشكل أكثر تواتراً وكثافة في كل أنحاء العالم.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون