استمع إلى الملخص
- طالبت "جوار" بفتح تحقيق فوري لمحاسبة الضباط المتورطين، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات تعمّق أزمة حقوق الإنسان في مصر وتستدعي تدخلاً عاجلاً لوقفها.
- أكدت منظمات حقوقية استمرار التعذيب الممنهج في مصر، مشيرة إلى سياسة الإفلات من العقاب كسبب رئيسي لتكرار هذه الجرائم ضد الإنسانية.
أعلنت مؤسسة "جوار" الحقوقية أنها رصدت حالة وفاة تحت التعذيب في أحد أقسام الشرطة المصرية، حيث لقي محمد سليم سلمي، البالغ من العمر 23 عامًا، مصرعه تحت وطأة التعذيب في مركز شرطة قليوب. وقالت المؤسسة في بيان مقتضب، إن سلمي "أول حالة وفاة تحت التعذيب تسجل هذا العام في مصر"، مشيرة إلى أنه لم يكن ينتمي إلى أي فصيل سياسي ولا يملك أي سجل جنائي، بل قُبض عليه بادعاء تورطه في سرقة دراجة بخارية، ورغم إثبات صاحب الدراجة براءته من التهمة، أصرّ الضباط على تلفيق قضية مخدرات له.
ووفقاً لشهادات من أقربائه، لمؤسسة جوار، "قُبض على سلمي، وهو في كامل صحته العقلية والجسدية، ليخرج من مركز الشرطة أشلاءً بعد تعرضه لتعذيب وحشي ترك جسده ينزف من كل جزء، ووصل إلى المستشفى وقد فارق الحياة تقريبًا بعد أن أنهك التعذيب جسده وأودى بروحه".
جوار ترصد أول حالة وفاة تحت التعذيب في أقسام الشرطة لعام 2025!
— جِوار - Jewar (@Jewar0) January 10, 2025
لقي الشاب " محمد سليم سلمي " البالغ من العمر 23 عامًا مصرعه تحت وطأة التعذيب في مركز شرطة قليوب، في أول حالة وفاة تحت التعذيب تسجل هذا العام في مصر، محمد الذي لا ينتمي لأي فصيل سياسي ولا يملك أي سجل جنائي تم القبض… pic.twitter.com/QSMMu6v597
وعلقت المؤسسة بأنّ "هذه الحوادث يجب فتح تحقيق فوري فيها، لمحاسبة الضباط المتورطين فيها ووضع حد لتكرار هذه الانتهاكات الجسيمة التي تسلب أرواح الأبرياء وتعمّق أزمة حقوق الإنسان في مصر".
يشار إلى أنه على مدار السنوات الماضية، رصدت منظمات حقوقية أدلة ووقائع تشهد بأن التعذيب يُمارس في أرجاء الدولة المصرية كافة، وأن التعذيب الممنهج في السجون ومقار الاحتجاز المصرية ما زال مستمراً، حيث يتعرض المعارضون السياسيون للتعذيب والتنكيل والقتل المتعمد، والضرب المبرح والصعق بالكهرباء والعنف الجنسي والإهمال الطبي، فنتج من كل ذلك تزايد حالات الوفاة، ما يشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، حسب بيان صادر عن إحدى عشرة منظمة حقوقية في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب في 26 يونيو/ حزيران من العام الماضي 2024.
وأشارت المنظمات إلى أن الأسباب الجوهرية التي شجعت أفراد النظام القائمين على التعذيب "سياسة الإفلات من العقاب وغيره من أشكال سوء المعاملة وعدم محاسبة الجناة، والحصانة التي يتمتع بها الجهاز الأمني". يذكر أن "جوار" مؤسسة تهتم بالمعتقلين والشهداء وأسرهم، وتعرّف نفسها بـ"صوت كل مظلوم، نافذة المعتقلين في السجون وملجأ لكل باحث عن الحرية".