محررات فلسطينيات وأسرهن يسردن تفاصيل ليلة الحرية

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
20 يناير 2025
محررات فلسطينيات وأسرهن يسردن تفاصيل ليلة الحرية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فرضت سلطات الاحتلال إجراءات قمعية خلال الإفراج عن الأسيرات والأطفال الفلسطينيين، شملت إطلاق الغاز والرصاص وتهديد الأهالي، وتأخير الإفراج والاعتداء على الأسيرات.
- تحدى الآلاف القمع وتجمعوا قرب سجن عوفر، رافعين الأعلام وهاتفين للمقاومة، ورافقوا حافلات الأسرى إلى بيتونيا، حيث ظهرت الأسيرات المحررات، ومنهن خالدة جرار التي نُقلت للمستشفى.
- عانت الأسيرات من ظروف قاسية، وتعرضت عائلات الأسرى لإجراءات تعسفية، مما اضطرهم للمبيت في رام الله، وتعرضوا لتهديدات لمنع الاحتفالات.

اتخذت سلطات الاحتلال إجراءات تضييق متعددة قبل وخلال عملية الإفراج عن الدفعة الأولى من الأسيرات والأطفال الفلسطينيين، إذ فُرضت إجراءات عسكرية حول سجن عوفر غرب رام الله، وداخل مدينة بيتونيا التي اقتحمها جنود الاحتلال وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص.
وشهدت ليلة الإفراج إجراء اتصالات هاتفية لتهديد أهالي الأسرى، وممارسة التضييق على الحواجز، والاعتداء على الأسيرات خلال عملية نقلهن، ونقل الأسرى والأسيرات في حافلات نوافذها معتمة، فضلاً عن تأخير عملية الإفراج حتى ساعات الفجر الأولى.
رغم كل ذلك، كان المشهد على الأرض يتحدى تلك الإجراءات، فقد أصر كثيرون على التجمع عند أقرب نقطة من سجن عوفر، رغم قنابل الغاز والرصاص، وإصابة عدد منهم، ورغم اعتداء جيش الاحتلال على الصحافيين، وفور اقتراب حافلات الأسرى، هتف الآلاف للمقاومة وقادتها، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل، لا سيما راية حركة حماس، وصور قادتها الشهداء إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري، والناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
وفور خروج الحافلات، تجمع الشبان حولها، وساروا معها إلى داخل مدينة بيتونيا، واعتلى العشرات مركبات الصليب الأحمر رافعين الأعلام الفلسطينية، في حين ظهرت الأسيرات المحررات يرفعن شارة النصر داخل الحافلات.
لحظات مؤثرة كثيرة جرى رصدها، كان أبرزها مشهد خروج الأسيرة المحررة خالدة جرار (62 سنة)، عضو المجلس التشريعي المنحل، والتي كانت معتقلة إدارية بلا تهمة، بعد عزل انفرادي استمر لأكثر من 150 يوماً، ظهرت آثاره واضحة على جسدها الذي يعاني من هزال، والشعر الأبيض الذي غزا رأسها، وقد نقلت إلى المستشفى مباشرة لإجراء الفحوص الطبية.

الأسيرة المحررة خالدة جرار. 19 يناير 2025 (العربي الجديد)
الأسيرة المحررة خالدة جرار. 19 يناير 2025 (العربي الجديد)

تحدثت شقيقتها سلام كنعان مع "العربي الجديد" قبيل الإفراج عنها، مؤكدة: "في كل اعتقال لشقيقتي الصامدة الصابرة، تفقد أحداً من أفراد أسرتها، فمرة فقدت والدها، ومرة ابنتها التي حرمت من وداعها، وهذه المرة فقدت ابنة شقيقتها (ابنتي). هذا الحال متكرر مع كل الأسرى الذين يخرجون من سجون الاحتلال. لكننا نعرف صمودها وقوتها، وستخرج شامخة مرفوعة الرأس كما هي عادتها. الإفراج عن الأسرى لم يكن ليحصل لولا الصفقة المشرفة، ولولا أهالي غزة الذين سجلوا أسطورة للتاريخ، وأعطوا العالم درسا في الصمود رغم الثمن الفادح، وفقدان الشهداء".
بين الجموع كان أفراد من عائلة رواجبة الفلسطينية يدفعون كرسياً متحركاً مسرعين للوصول إلى مكان مركبتهم، فأوقفتهم ابنتهم الأسيرة المحررة شيماء رواجبة، قائلة إنها تشعر بالبرد، فقد خرجت بملابس الصلاة عند ساعات الفجر الأولى في طقس شديد البرودة، فقام ذووها بتغطيتها بمعطف علها تشعر ببعض الدفء.
تقول رواجبة لـ"العربي الجديد": "تعمد جيش الاحتلال أن تكون ظروف يوم الإفراج سيئة على الأسيرات. الحمد لله أن هذا اليوم مر على خير، والفرحة الكبيرة بتحرير الأسرى تستوجب طلب الرحمة لشهداء غزة، والدعاء بالصبر لأهلها الصامدين".

الأسيرة المحررة شيماء رواجبة. 19 يناير 2025 (العربي الجديد)
الأسيرة المحررة شيماء رواجبة. 19 يناير 2025 (العربي الجديد)

وقبل أشهر، أكدت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أن شيماء رواجبة، التي كانت معتقلة إدارياً بلا تهمة، تعاني من أوضاع صحية بالغة الصعوبة، إذ تم اعتقالها بينما تعاني كسراً في إحدى قدميها، وبعد مرور شهر، تمت إزالة الجبيرة، لكنها عانت من ضعف شديد في العضلات، ثم تفاقم وضعها الصحي ولم تعد قادرة على المشي، وأصبحت تعتمد بشكل كلي على المعتقلات في تلبية احتياجاتها، إضافة إلى مشكلات حادة بالمعدة.
بدورها، روت الأسيرة المحررة نداء صلاح، من جنين، لـ"العربي الجديد"، أن "أوضاع السجن سيئة للغاية، والتنكيل استمر خلال عملية الإفراج، إذ تعرضت جميع الأسيرات للضرب والإهانة قبل تسليمهن إلى الصليب الأحمر في سجن عوفر. الفرحة منقوصة، وأتمنى أن تطاول الحرية كل الأسرى والأسيرات، خصوصاً الأسيرات اللواتي تركتهن في سجن الدامون، وعددهن قرابة 10، وهن في وضع نفسي مزرٍ".

الأعلام تستقبل المحررين. 19 يناير 2025 (العربي الجديد)
الأعلام تستقبل المحررين. 19 يناير 2025 (العربي الجديد)

وقالت المحررة أسيل شحادة لـ"العربي الجديد"، إن "معاملة الاحتلال للأسيرات سيئة، وتتسم بالقمع والتنكيل، والتفتيش ومصادرة كل ما في الغرف، ومحاولات الإذلال دائمة. آثار الأصفاد لا تزال على يدي، وقد تعرضت مع بقية الأسيرات للتقييد والسحل على الأرض ونحن معصوبات الأعين".
وأكدت المحررة هديل شطارة لـ"العربي الجديد"، أن "ظروف السجن مأساوية، ومقومات الحياة شبه معدومة، ويعاني الأسرى والأسيرات من الحرمان من أبسط الحقوق، مثل الطعام ومواد التنظيف والملابس. الوضع جنوني، ويحتاج إلى التركيز عليه". مضيفة: "رسالتي إلى أهل غزة أن حرية الأسرى والأسيرات منقوصة، ولن تكتمل سوى بعودة الحياة إلى القطاع بعد الصمود التاريخي لأهله".

وتعرضت عائلات الأسرى والأسيرات لإجراءات الاحتلال التعسفية لتقييد الوصول إلى رام الله، وكذا خلال العودة إلى مدنهم وقراهم، ما اضطر العديد منهم إلى المبيت في رام الله، والعودة صباحاً إلى منازلهم. تقولت والدة المحررة رغد عمرو، من دورا في الخليل، لـ"العربي الجديد"، إن وصول العائلة إلى رام الله استغرق قرابة خمس ساعات بسبب إغلاق قوات الاحتلال معظم مداخل الخليل، وإبقاء مدخل وحيد، ما تسبب بأزمة سير خانقة.
وأكدت أن مخابرات الاحتلال هددت العائلة عبر اتصال هاتفي، وطالبت بمنع الاحتفالات أو رفع رايات الفصائل الفلسطينية، كما تلقت العائلة اتصالاً من شرطة الاحتلال طلبت فيه رقم لوحة تسجيل المركبة التي ستقل ابنتهم المحررة، وعدد من سيتوجهون لاستقبالها من العائلة.

ذات صلة

الصورة
متظاهرون في تورنتو يطالبون بحرية حسام أبو صفية، كندا 5 يناير 2025 (ميرت درويش/ الأناضول)

مجتمع

كشفت عائلة حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، في شمال قطاع غزة، عن تعرضه للتعذيب الشديد والتجويع في سجون الاحتلال الإسرائيلي في بيان أصدرته العائلة.
الصورة
ترامب في البيت الأبيض 10 فبراير 2025 (Getty)

سياسة

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر من مساء الإثنين، بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إذا لم تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين.
الصورة
رعاية الحوامل وحديثي الولادة ضرورة. 8 يناير 2025 (خليل الكحلوت/الأناضول)

مجتمع

ترصد "هيومن رايتس ووتش" انتهاكات حقوق النساء الحوامل أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة متضمناً شهادات مروعة لسيدات يروين معاناتهن، وتبعات الحرب على أجسادهن.
الصورة
 الحاجة لطيفة أبو حميد "أم يوسف"، مخيم الأمعري، 27 يناير 2025 (العربي الجديد)

مجتمع

منذ 23 عاماً تنتظر الحاجة لطيفة أبو حميد من مخيم الأمعري جنوب مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، لقاء أبنائها الأسرى الثلاثة
المساهمون