مواجهة الاحتلال في القدس

14 ابريل 2025
طلاب مدرسة تابعة لوكالة أونروا في القدس، 18 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دخل قانونان إسرائيليان حيز التنفيذ، أحدهما يوقف عمل "أونروا" في القدس، والآخر يمنع التواصل مع الوكالة، مما أثر سلباً على خدماتها التعليمية في القدس الشرقية ومخيم شعفاط.
- تعرضت منشآت "أونروا" لاعتداءات متكررة، مما أدى إلى إخلاء المدارس ومركز التدريب المهني في قلنديا، حيث تم استئناف التعليم بعد تدخل القوات الإسرائيلية.
- تواجه المؤسسات التعليمية التابعة لـ"أونروا" تهديدات بالإغلاق، مما يعيق وصول الأطفال إلى التعليم، خاصة في ظل النزوح والعمليات الحربية في شمال الضفة الغربية.

في نهاية الشهر الأول من العام الحالي، دخل قانونان إسرائيليان على درجة عالية من الخطورة حيّز التنفيذ؛ يقضي أولهما بوقف عمل وكالة "أونروا" من مركزها الرئيسي في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، فيما يحظر الثاني على المسؤولين الإسرائيليين التواصل مع الوكالة الأممية.
أدى هذا التطوّر إلى مضاعفات بالغة السلبية على الخدمات التي تقدمها الوكالة، ففي القدس الشرقية المحتلة هناك ستُّ مدارس، ثلاثٌ منها داخل الجدار، وثلاثٌ في مخيّم شعفاط للاجئين على الجانب الفلسطيني من الجدار، وهي تضمّ 850 طفلاً، فضلاً عن مركز التدريب المهني في قلنديا بقرابة 350 متدرباً.
طلبت الوكالة من موظفي مركزها الرئيسي عدم العمل، فعلى مدار السنة الماضية، تعرّض المركز لاعتداءات وهجمات وترهيب وتخريب متكرر، كما تعرض إلى ستّ حالات حرق متعمد.
ويلاحظ مدير شؤون أونروا في الضفة الغربية رونالد فريديريك، أنه بعد اعتماد مشروعَي القانونين في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2024، طرأت زيادة في أعمال التخريب ومحاولات اقتحام المنشآت، الأمر الذي بات يمثل "انتهاكاً خطيراً لامتيازات وحصانة الأمم المتحدة"، ما أثّر على مئات الشباب في مركز التدريب المهني.
ويؤكد فريدريك التزام الوكالة بمواصلة خدماتها، بما فيها تعليم خمسين ألف طفل، لا سيّما أنه ليس هناك بدائل لمرافقها، خصوصاً مركز تدريب قلنديا، إذ دخلت القوات الإسرائيلية رفقة أفراد من بلدية الاحتلال إلى مركز التدريب بالقوّة، وأمروا بإغلاقه، وفيما يتعلق بالمدارس الثلاث في القدس الشرقية، جرى إخلاء إحداها لأنّ الطلاب والموظفين كانوا خائفين.
يقول: "تمكنّا من استئناف الأنشطة التعليمية في المدارس الثلاث في اليوم التالي، ومركز قلنديا يقع في منطقة تعتبرها إسرائيل جزءاً من أراضيها السيادية، لكنّها أرض محتلة وفقاً للقانون الدولي، وبعد ثلاث ساعات من النقاش، غادرت القوات وممثلو البلدية المنشأة، وجرى استئناف التعليم في المركز اليومَ التالي، إنه أمر غير مسبوق لأنها المرة الأولى التي يجري فيها دخول منشأة تعليمية في القدس الشرقية بالقوّة".

يضيف فريديريك: "قام موظفون من الحكومة الإسرائيلية بزيارات لثلاث مدارس في القدس الشرقية المحتلة وهدّدوا بإغلاقها، والمدارس الثلاث موجودة داخل ما يسمى بالجدار العازل، ومركز التدريب المهني تديره أونروا منذ الخمسينيات، ولا بديل لهذه المنشآت والتجهيزات المهنية".
وتتعرض المؤسسات التعليمية التابعة لوكالة "أونروا" وسواها لهجوم إسرائيلي متواصل، يظهر تأثيره المباشر على قدرة الأطفال في الوصول إليها بسبب النزوح في شمال الضفة الغربية والعمليات الحربية، وهناك 13 مدرسة في أربعة مخيّمات لاجئين لا تعمل منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
(أكاديمي وإعلامي)

المساهمون