مباراة فلسطين وكتالونيا تواجه مصيراً غامضاً قبل أيام من موعدها
استمع إلى الملخص
- تعتبر المباراة جزءاً من جولة دولية للمنتخب الفلسطيني لجمع الأموال لإعادة إعمار غزة، وتُعد حدثاً رمزياً يعكس التضامن مع الشعب الفلسطيني، إلا أن هناك مخاوف من نقلها إلى ملعب أصغر، مما يقلل من أهميتها الرمزية.
- تبرز الحملة التباين مع مباراة فلسطين ضد إقليم الباسك، حيث بيعت التذاكر بسرعة، وتتهم المؤسسات الكتالونية بمحاولة إفشال الحدث، مؤكدة أهمية اللقاء كفعل للتضامن الدولي وحقوق الإنسان.
تواجه مباراة فلسطين وكتالونيا الودية مصيراً غامضاً، قبل أيام من موعدها المحدد في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي. وتأتي هذه المواجهة الرمزية في ظروف استثنائية، إذ يمثل تنظيمها شكلاً من أشكال التضامن مع المنتخب الفلسطيني، الذي يعيش شعبه تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل حرب إبادة استمرت لمدة عامين على غزة.
وذكرت صحيفة سبورت الكتالونية، اليوم الثلاثاء، أنه قبل خمسة عشر يوماً من إقامة مباراة فلسطين وكتالونيا، لا يزال بيع التذاكر غائباً، كما يفتقد الحدث لأي ترويج رسمي، ولم يحدد الملعب الذي سيستضيف اللقاء التاريخي، علماً بأنه جرى الإعلان في البداية عن إقامة المواجهة في الملعب الأولمبي مونتجويك، الذي يستضيف مؤقتاً مباريات برشلونة، ريثما تنتهي أعمال التجديد في "كامب نو"، إلا أن جميع التفاصيل التنظيمية الأساسية لم تُحسم بعد، ما يثير مخاوف بشأن جدية التحضيرات، وإمكانية إقامة المباراة في موعدها المقرر.
وأضافت الصحيفة أن إعلان مباراة فلسطين وكتالونيا يظهر على موقع بلدية برشلونة بالموعد والتاريخ، لكن دون إمكانية شراء التذاكر أو تنظيم أي فعاليات عامة للتقديم، ووصفت الجهات والمنظمات المنضوية تحت حملة "العمل من أجل فلسطين"، وهي حملة فلسطينية تهدف للدفاع عن حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، والترويج للثقافة الفلسطينية، هذه الحالة، بأنها غير طبيعية ومقلقة، كما أعربت عن خشيتها من أن يجري نقل الحدث لأسباب اقتصادية إلى ملعب نوو إستادي في تاراغونا بسعة 15 ألف متفرج فقط، مقابل 55 ألفاً في "مونتجويك"، ما يقلل من الأهمية الرمزية للمواجهة، ويحد من تأثيرها الجماهيري.
وتبرز الحملة التباين الواضح مع مباراة فلسطين ضد إقليم الباسك، المقررة قبل ثلاثة أيام، أي في 15 نوفمبر في سان ماميس بمدينة بلباو، إذ بيعت 35 ألف تذكرة في يوم واحد فقط، وتشير المنظمات إلى أن المباراة لم تحظَ بالرعاية والاهتمام الذي تستحقه، معتبرة أن اللقاء يجب أن يكون فعلاً للتضامن الدولي والالتزام بحقوق الإنسان، كما اتهمت المؤسسات الكتالونية بمحاولة مقاطعة الحدث أو تعمد صعوبة تنظيمه، قائلة في بيان رسمي: "تأجيل الإعلان، والملصقات، وطرح التذاكر لا يمكن أن يكون إلا بقصد إفشال هذا اليوم".
وتأتي مباراة فلسطين وكتالونيا ضمن جولة دولية للمنتخب الفلسطيني تهدف إلى جمع الأموال لإعادة إعمار غزة، التي دُمرت خلال حرب الإبادة، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي خلال العامين الماضيين، كما تعتبر الحكومة الإقليمية الكتالونية المباراة حدثاً رمزياً يحمل دلالات إنسانية ورياضية كبيرة، وتعكس رسالة تضامن تتجاوز أبعاد كرة القدم، لتصبح منصة رمزية تبرز مدى التعاطف العالمي مع معاناة الشعب الفلسطيني، ومن المتوقع أن تتحول المواجهة إلى حدث تاريخي يُخلّد في الذاكرة الرياضية الأوروبية، مؤكدة قدرة الرياضة على إيصال رسائل إنسانية وسياسية تتجاوز حدود الملاعب.
الاتحاد الكتالوني يحسمها
ولم يتأخر الاتحاد الكتالوني لكرة القدم في حسم الجدل القائم، إذ أعلن أن الملعب الأولمبي في مونتجويك سيستضيف المواجهة التاريخية، بعد التوصل إلى اتفاق مشترك مع الحكومة الإقليمية ومجلس مقاطعة برشلونة وبلدية المدينة، بالتنسيق مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ويتزامن موعد اللقاء مع فترة التوقف الدولي للمنتخبات، على أن يُعلن الاتحاد الكتالوني يوم 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري القائمة الرسمية، التي ستخوض المباراة.
كما أكد الاتحاد الكتالوني أن قناة تلفزيون كتالونيا (3Cat) ستوفر تغطية خاصة لهذا الحدث الرياضي والإنساني، إذ ستنقل المباراة مباشرة عند الساعة 18:30 بالتوقيت المحلي، مع تسليط الضوء على رسالتها الرمزية الداعمة للشعب الفلسطيني، وأوضح البيان أن تفاصيل بيع التذاكر وإجراءات الدخول ستُعلن خلال الأيام المقبلة، عبر الموقع الرسمي للاتحاد وقنواته الإعلامية، مشيراً إلى أن جميع عائدات اللقاء ستُخصّص بالكامل لدعم جهود الإغاثة وإعادة إعمار غزة.